البعض يضغط على جراحنا لكي يؤلمنا،و أحياناً سخرية منّا،
والبعض يضغط على الجراح لكي يشفيها..
ولمستُ بهذا الكتاب حرصه على تنشيط انتباهنا لندرك مواطن آلامنا؛
رغبة في المداواة، والعافية من آلام خفية كانت أم ظاهرة .
وإن ركز جل اهتمامه بالمجتمع السعودي وأفراده ،
إلا أني كمصرية لم أشعر أن نقاط المرض تلك ابتعدت عن مجتمعي .
لم ترقني تلك السخرية النابعة من المقال المعنون بـ
(حرمة في الطائرة)
و أشعر أنه بالغ في التهكم ..
و قد يحرم كثير من المسلمات من راحة بسيطة تُقدم لهن..
حين تتعرض امرأة لمضايقات من رجل جلست لجوارة بوسيلة مواصلات عامة،
يحدوها الأمر أن تمتنع عن الركوب لجوار رجل مرة أخرى ..
يؤلمنا كثيراً ألا يهتم سائقوا السيارات بصفِ النساء لجوار الرجال بسياراتهم..
غير عابئين بما قد يتعرضن له من ضرر
أقل ما فيه عدم الراحة بتلك الوضعية أو احتكاك تأباه نفس المسلمة ..
وكثيراً ما تأبى نساء على أنفسهن ذلك
فيتأخرن عن ركوب هذه الوسيلة وأخذ التي تليها،
أو ربما دفعت ثمن المقعد الذي لجوارها لترتاح من هذا القلق،
والأمر لا يختلف في الطائرات ،فالمقاعد تظل متجاورة
والكاتب ذكر بموضع آخر تعرض المضيفة وراكبة لمضايقات ؛
فإن عملت الخطوط السعودية على توفير الراحة للمسافرات
فهذا أمر يحمد لها، وليت جميع خطوط الطيران تتشبه بفعلها .