زوربا > مراجعات رواية زوربا > مراجعة هاله باقر

زوربا - نيكوس كازانتزاكيس, جورج طرابيشي
تحميل الكتاب

زوربا

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

بعد عام مليئ بكتب ذو جودة متوسطة لطالما كان في ديسمبر الخلاص وكأنه يود منك لو تخرج من العام بذكرى طيبة ديسمبر وسيط الخير هذه المرة عرفني على ملحمة بشرية مرهقة للأعصاب لكنها لا تخلو من الطاقة الايجابية التي تشحنك بها عرفني على زوربا زوربا اليوناني

وما ادراك من هو هذا العجوز الذي يناطح الألهة والشياطين لا يخشى شيئاً يعيش يومه كيف ما اتفق زوربا الفلسفة التي تجسدت بشرا من دم ولحم الروح الباحثة عن معنى الإله الحق يلتقي في ليلة ممطرة عاصفة بمثقف مثقل باشباح ما يقرأه الغير القادر على التحرر من قيود كتبه واوراقه متوجه لجزيرة كريت ليصبح راسماليا مخاطرا ليبدء بالإختلاط بالبشر والعمل وتجسيد ما قرا على ارض الواقع بصحبة زوربا الذي يتحول لأعز اصدقائه

في كريت تبدأ اروع تجسيد لمعنى الحياة في قصص زوربا فهو قد اقترف الخير والشر وتعرف على الكثير من خصال النبل والدناءة كان قديسا وكان سكيراً قذراً لكنه لم يحبط ابدا ادرك ان واجبه كبشري مواجهة كل يوم بما تحمله من مشاكل ووضع حلول قد تكون غير عادلة لكنها الانسب في ظروفها

زوربا يعلم رئيسه بأن يرقص يرقص وكأن الأرض لن تعرف نهاية ان لا يهتم أن يكون شجاعاً وأن يشاهد الحقيقة بعيون لا تعرف القلق ان يحاول وان يبذل كل جهده في سبيل هدفه لكن لو لم يتحقق هذا الهدف فلا شيئ يهم ما دمت حاولت

نيكوس كزنتزاكيس العبقري الهائم بفكرة اتحاد الكل في ذات واحدة هي الرب يعرض فكرته بتفاصيل ممتعة مغامرة سندبادية في مجتمع يضم كل الاصناف من الناس مركزأ على الفطرة الروحية الغير المدنسة تلك الشعلة التي تستمر مهما اشتدت الضلمات ومهما كان زيتها ملطخاً ونجساً لكنها تستمر , جوهرة الادب يناديك ويقول فلتهب لترقص مع زوربا ليس مهما ان تفهم كل ما يحيط بك في هذا العالم المطلوب هي المحاولة ففيها ستجد ذاتك الحقيقة الغير المغبرة بالزيف الكوني

خمس نجوم غير كافية لشكر العقل الجبار لكزنتزاكيس ولا قدرة المترجم القدير جورج طرابيشي على نقل روح الرواية كما هي بلغة عذبة تنساب للوجدان بسهولة اخراج متقن لعمل متقن

" تخلصت من الوطن تخلصت من الكاهن تخلصت من المال , إنني أغربل نفسي . كلما تقدم بي العمر غربلت نفسي أكثر , إنني أتطهر . كيف اقول لك؟ إنني أتحرر أنني اصبح أنساناً "

" سواءً أكانوا طيبين أم اشراراً فإنني أرثي لهم جميعاً , عندما أرى إنساناً حتى لو تظاهرت بعدم المبالاة فإن قلبي يحن له , إليك ما أقوله لنفسي : إن هذا المسكين أيضاً يأكل ويشرب ويحب ويخاف وهو ايضاً له إلهه وشيطانه , هو ايضاً سيلقي سلاحه ويرقد جثة متصلبة تحت الأرض وسيلتهمه الدود , ياللمسكين إننا جميعاً أخوة كلنا لحم للدود "

" لقد فهمت إذ تذكرت كلمات زوربا هذه كيف يب على الإنسان ان يتصرف وأية لغة يجب أن يخاطب بها الضرورة الغاشمة العمياء كنت اسير على الشاطئ واتحدث أنا ايضاً مه العدو غير المرئي واصيح : لن تدخل إلى روحي لن افتح لك الباب لن تطفئ ناري لن تستطيع قهري ."

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق