أقوم قيلا > مراجعات كتاب أقوم قيلا > مراجعة ميسم عرار

أقوم قيلا - سلطان موسى الموسى
أبلغوني عند توفره

أقوم قيلا

تأليف (تأليف) 4.4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
2

#أقوم_قيلا

اصطدمت بالكتاب مصادفةً على صفحات الفيسبوك خلال العام الماضي، لم أتمكن من الحصول على نسخة ورقية في البداية فبدأت بقراءة صفحات المقدمة من االكتاب PDF، وفي الحقيقة جاءت المقدمة جذابة جداً، مليئة بالتساؤلات المحرّكة للعقل، ومشوّقة، تفتح شهية القراء المهتمين بالبحث في الأديان وفلسفتها، ثم رحت منذ ذلك الوقت أبحث عن نسخة ورقية من الكتاب حتى حظيت بها مؤخراً وانتهيت اليوم من قراءتها.

يمكنني أن أقول أنني بدأت القراءة بسقف عالٍ من التوقعات، وأنهيته بخيبة أمل، وسألخص نقاط القوة والضعف كلها فيما يلي:

1- أتى الكتاب على ذكر كم كبير من المعلومات والقصص والظواهر والنظريات المختلفة وهذا شيء جميل ومفيد يدفع القاريء للبحث بشكل مفصل في كل نقطة لتغدو موضوعاً قائماً بذاته، ولكن الكاتب أثار عدداً من الأسئلة دون أين يقدم إجاباتٍ شافية، فأظهر الكتاب قصوره حيث مر عن هذه المواضيع مرور الكرام وبسطحية واضحة، بمعنى أنه جاء شاملاً ولكنه غير مفصل وهذه نقطة تحسب عليه.

2- قارن الكاتب بين الأديان على امتداد فصول الكتاب وهذه قضية مهمة ولكنها أيضاً تحتاج إلى عمق أكبر وتفصيل أكثر لا يملك أي باحث أن يتحدث عنها ببساطة، وعلى أية حال فعندما دين الحكم بديانة ما فلابد بطريقة أو بأخرى أن يتحيز لدينه.

3- تناول الكتاب الحديث عن تلبس الجن للإنس للاستدلال به، وهذا بحد ذاته خطأ، لأن هذه القضية مازالت مثاراً للجدل بين العلماء.

4- تحدث الكاتب عن قضية التعدد وقضايا النساء ورد عليها بردود غير مقنعة أبداً، ولنقل ايضاً أنها جاءت بسيطة وسطحية جداً، ولكن السرد جاء داعماً لها حيث يكون الطرف الآخر في النقاش دائماً عاجزاً أمام الردود الفذّة لباحثنا العزيز.

5- مواجهة الملحدين المنكرين لوجود خالق للطبيعة بآيات من الطبيعة بحد ذاتها كدعوتهم لتأمل الشجر والسماء والمطر والجبال حجة فارغة بلا معنى وغير مجدية.

6- لم يعجبني استخدام اللغة كحجة أخرى، والاستدلال بوجود الترادف في اللغة العربية والذي ينفيه فريق كبير من علماء اللغة كالثعالبي مثلاً، وأنا بشكل شخصي أتفق معه.

كذلك الحديث عن الاشتقاق في اللغة لن يجدي نفعاً إذا ما كان القاريء أجنبياً لا يفهم العربية، أو فلنقل إذا ما ترجم الكتاب لأي لغة أخرى.

7- ذكر قصة أبي لهب والآية التي تدل عليها يظهر للوهلة الأولى أن الله قد قرر سلفاً جحود أبي لهب وعدم استجابته للإسلام، ولابد أن هنالك من تساءل عندما قرأ تلك الفقرة، كيف يدرك الله ويقرر شيئاً كهذا إذا كان قد وهبنا ما يكفي لنختار بأنفسنا أي ملة أو دين نريد اتباعه؟! وغيرها من التساؤلات التي أثارتها هذه القصة على صغرها لأنها لم تفصل بعمق أكبر.

8- الحديث عن النظريات العلمية والرد عليها باختصار هو خطأ فادح وشديد الوضوح، فلا أعرف كيف يمكن لباحثنا العزيز أن ينسف نظرية علمية استغرقت مئات السنين لتصاغ بشكلها الحالي في صفحة أو نصف صفحة؟!

ولأكون أكثر دقة وتحديداً، فإن أكثر ما استفزني الرد على نظرية العوالم الموازية والتي مازالت قيد البحث، والتي جاءت نتيجة أبحاث ونظريات علمية بحتة بردود فلسفية وسطحية جداً.

وايضاً، رد الكاتب على قضية الأبراج واعتبارها خزعبلات وخرافات، دون أن ينتبه إلى أنه وقع في الفخ الذي وقع فيه الكثير من الأشخاص الآخرين الذي قد يكونون أقل علماً ومعرفة من باحثنا العزيز، فقد أخطا الكاتب في التفريق ما بين علم الأبراج وعلم التنجيم، ففي الوقت الذي يمكن فيه اعتبار التنجيم تخريفاً، لا يمكن الحديث عن الأبراج بنفس الطريقة، والآيات التي ذكرها الباحث لا تنفي وجود الأبراج بل تؤكده لمن يدرك معناها بشكل جيد، والحقيقة أن كاتبنا لم يتحدث عنها بتفسيرها الصحيح الذي ينفي رده العشوائي البسيط.

9- وأخيراً، استفزني جداً الحديث عن الانعام في الصفحات الأخيرة، واستوقفتني جملة أعتبرها أبشع خطأ وقع فيه الكاتب، والتي تقول ".. الحيوان ذو مقام محتقر" ولا يمكن ابداً أن يكون هذا الكلام صحيحاً أو إنسانياً أو يمت للإسلام بصلة.

في الحقيقة، كان هنالك تخبط واضح في الكتاب، أعتقد أنه كان بإمكان باحثنا أن ينشر كتاباً من 800 صفحة - مثلاً- بدلاً من 200 بنفس المواضيع المطروحة ولكن بعمق أكبر عند تناوله لكل منها - على حدة- .

يمكنني القول إجمالاً أن الكتاب مفيد في تعزيز إيمان القراء المسلمين، ولكنه لن يكون كافياً أبداً لتغيير قناعة شخصٍ ملحد.

لا يقدم الكتاب معلوماتٍ كثيرة للقاريء المتعمق في الأديان، ولكن على أية حال، هنالك كثير من الأسئلة والبحوث التي ستنبت مع قراءتك لكتاب كهذا، ولذلك فأنا أنصح بقراءته لمن يحبون البحث في الأديان للقرّاء المبتدئين فقط، وما غير ذل لن يكون إلا مضيعةً للوقت لا أكثر.

#ميسم

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
اضف تعليق