بدأت أشك أني سأقرأ كتاباً لن يروق لي من صاحب القلم الرحيم "عبدالوهاب مطاوع"..

فما لبث أن كان في مكانة عالية لدي بعد كتاب واحد فقط إلا وأجده يكبر بعيني مرة أخرى ويعتلي مكانة أعلى بعد كتاب آخر.

المقالات والمذكرات التي عهدتها واحببتها من الكتاب السابق استمرت على نفس المنوال في "اندهش يا صديقي"..

،

عندما يجعلك كتاب ما.. تقف لوهلة، تفكر، تراجع تصرفاتك، تقيم مواقفك، تعيد النظر في تعاملك مع الآخرين

ومن ثم تتبسم لإدراكك للأمر؛ فاعلم أنك تقرأ كتاباً جيد.

صدق من قال أنك حين تحمل كتاب بين يديك فإنك تحمل عقلاً آخر..

عقلاً خاض وغامر، عمل واجتهد.. ذاق حلاوة النجاح كما ذاق مرارة الفشل؛ فكان هذا الكتاب نتاجه.

هذا ما يميز المذكرات والسير الذاتية فأنت تقرأ تجربة حياة..

تجربة عمر!

تنتهي منها باستخلاص خبرة تجعلك تمضي بحالٍ أفضل عمّا كنت عليه دون الخوض في انهماك نيلها

فكما يقال: "حياة واحدة لا تكفي"..

أجل.. لا تكفي لتحصيل ما لم تمر به خلال مسار حياتك الذي اخترته..

في حين أن هذا النوع من الكتب تأتي كمعوضٍ لهذا الأمر.

،

خرجت من هذا الكتاب بكمٍ كبيرٍ من حكم ومواقف شخصيات بارزة في التاريخ البعيد والقريب

كأعلام الدين والفلاسفة و الروائيين والشعراء.. وغيرهم.. فالكاتب ملأ صفحات كتابه بها بطريقة مناسبة

سلسة لا تُشعِر بأنها مقحمة أو محشورة فقط لكي تكون مضرب مثال واستشهاد من التاريخ.. لا!

،

في أحد مقالاته.. تطرق الكاتب بشكل أعمق من ذي قبل عن عمله في "بريد الجمعة"،

الركن الخاص بقضايا العامة من الناس.. اتضح أن معالجته لهموم الآخرين لم تقتصر على إطار عمله فحسب،

بل أن الناس كانوا يتوافدون على مكتبه لطرح مشاكلهم أمامه وأخذ المشورة منه..

كم وكم من القصص المحزنة قد مرة عليه.. فعلاً.. لم يأتِه لقب صاحب القلم الرحيم من فراغ.