قراءة سريعة لرواية طفل الممحاة :
** توطئة :
تعد رواية طفل الممحاة للكاتب إبراهيم نصر الله استكمالا لمشروعه الملهاة الفلسطينية ، والذي يجسد فيه تاريخ فلسطين ومفاصل هذا التاريخ ، لم يقد إبراهيم نصر الله ما لا نعرفه عن تاريخ فلسطين ، وإنما قدم لنا ما لا نعرفه عن الفلسطينيين أنفسهم ، قدم لنا ما لا نعرفه عن العلاقات بينهم ، وقدم لنا حكاياتهم الشعبية ، أعاد لنا صورة الحياة في فلسطين وكأننا كنا هناك في ذلك الزمن .
** الجو العام للرواية :
تعرض هذه الرواية الجانب التاريخي لفلسطين في الفترة بين 1948-1967 ، حيث تسجد حياة بطل الرواية والذي يلتحق بالجيش نتيجة خوف أمه عليه ، فقد قام أبوه باقتلاع عين شخص من قرية مجاورة ، ولأن بطل الرواية هو ابنها الذكر الوحيد ، ولأن عادة الثأر كانت متجذرة في تلك الفترة ، قامت بإرساله إلى الجيش ، ثم ينتقل من الجيش لحارس أمام بوابة سيد البلاد ، ثم أحد أفراد جيوش الإنقاذ المرسلة إلى فلسطين .
لقد ذكر إبراهيم نصر الله في مشروعه – الملهاة الفلسطينية - حشدا هائلا من العادات والتقاليد التي كانت سائدة في فلسطين ، أما في هذه الرواية فقد قدم لنا ( كيف أن الناس يحكمون على الأفراد من خلال من المظهر ) ، فقد ظهر بطل الرواية شخصا وسيما ، مما دعم رأي أفراد كتيبة الجيش الذي ينتمي إليها أنه جاسوس ، مما جعلهم حذرين في التعامل معه ، ومما أكد رأيهم أنه انتقل إلى حارس أمام بوابة سيد البلاد ، والتي حدثت بمحض الصدفة !!
إن الإنسان الفلسطيني على وجه الخصوص فقد وطنه نتيجة الخيانة ، فقد أصبح لديه إطلاق حكم ( خائن ) عادة ، فلم يعد يثق بالآخرين ، وهذا ما حاول أن يقدمه إبراهيم نصر الله ، فهو يدرك الواقع ونقله إلينا بالشكل الأدبي ، فالكتابة في أصلها فعل إدراك ، ومادتها الخام هي الواقع .
** بنية الرواية :
إن الرواية متكاملة من حيث الشكل العام للرواية ، وتقنية السرد هي عن طريق منولوج ، ففي نهاية الرواية نستنتج أن البطل يقف أما مرآة ويستذكر ما مر به بطريقة الزمن المعكوس ، لم تخلُ الروية من بعض المجاز الذي يفتح مجال للتأويل ، ولكنها بالشكل عام مباشرة صريحة ، تقدم مرحلة ومفصل مهم في تاريخ القضية الفلسطينية .
الخاتمة .
عمر عبده