الطاعون > مراجعات رواية الطاعون > مراجعة zinova

الطاعون - ألبير كامو, عاصم عبد ربه
تحميل الكتاب

الطاعون

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

****

الطاعون انها الرواية التي حصدت لصاحبها البير كامي جائزة نوبل بعد عشر سنوات من صدورها وعلى عكس رواية الغريب فهي تندرج تحت سلسلة التمرد بالاضافة الى عملين اخرين.

الرواية تؤرخ لمرض الطاعون تلك الظاهرة الخارجة عن حيز المؤلوف التي لم تكن مدينة وهران المكان المناسب لها ابدا فهي مجرد مديرية فرنسية على الشواطئ الجزائرية هكذا وصفها الراوي . يبداأ الكاتب بتعريفنا بالمدينة "...ولعل اسهل الطرق التي يتعرف بها المرء على مدينة ما ان يبحث كيف يعمل الناس وكيف يحيون وكيف يموتون..." معتمدا في ذلك على هذه العناصر الثلاث ليخلص الى ان مواطنينا يبذلون جهدهم حتى تكون حياتهم سلسلة من العادات الراسخة.هذه العادات التي مالبتث تتزحزح كلما زاد عدد الجرذان في الظهور مجتاحة المدينة باعدادها الغفيرة ,نعم انه الموت الاسود من سيحطم هذه السلسلة من العادات ويدخل الناس حالة من العبث و الهيستيريا الجماعية .

تميزت الروااية بتعدد شخصياتها وتمحورها حول الجميع -على عكس الغريب التي تمركزت حول البطل وحده-لكنها تتشارك معها في طريقة السرد التي طغى عليها البرود واللمبالاة. يمثل الطاعون في الرواية العبثية واللامعنى التي ضربت سكان مدينة وهران , ويصور لنا كاموا كيف تعامل الناس مع الامر كل بطريقته , فنجد مثلا رجل الدين الذي يفسر الوباء بانه غضب الهي نتيجة لفساد القلوب وضياعها في متاهات الدنيا وملذاتها , وان الحل الوحيد هو العودة الى الله والتقرب اليه -وقد اثر هذا الكلام في الناس بالبداية لكن مع مرور الوقت عرف الناس عدم جدوى هذا الحل ولجؤو الى الخرافات - لكن القسيس نفسه قد اهتزت معتقداته واعتراه ارتباك رهيب عندما عاين طفلا صغيرا يتعذب من الطاعون ليفقد حياته في النهاية " ...فليس هناك ما يبرر تعذيب الطفل , والحقيقة انه ليس هناك على ظهر الارض ما هو اهم من تعذيب طفل ...." الا ان هذا الارتباك دفعه الى الايمان اكثر فخرج للناس يقول " يا اخوتي لقد حانت اللحظة الحاسمة , فاما ان نؤمن امانا مطلقا او نكفر كفر مطلقا . ومن ذا الذي يستطيع منكم ان يكفر بكل شيء ؟ " ولربما يمثل القس جزئيا الموقف الثاني في مواجهة العبث الا وهو اللجوء الى المعتقدات الدينية . ومن جهة اخرى نجد الطبيب ريو واصدقائه الذين قرروا مواجهة الطاعون وعدم الاستسلام له من خلال بدل اقصى ما يستطيعون ... بل هنالك من وجد سعادته في ضل هذه المأساة . وهنا تظهر عبقرية كاموا في السرد وتصوير الاحداث حيث اعطاها صبغة واقعية واضفى عليها حيوية بحيث تصبح كأنك ممن عاصروا تلك المعاناة وتتفاعل معهم لحظة بلحظة , بالاضافة الى معرفته العميقة بالنفس البشرية فنراه يصف بدقة وتفصيل تغيرات الحالة النفسية للسكان على طول المدة التي قضاها المرض بتسلسل منطقي واسلوب رفيع يدعوا للانبهار .

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق