خرائط التيه > مراجعات رواية خرائط التيه > مراجعة هدى محمد

خرائط التيه - بثينة العيسى
تحميل الكتاب

خرائط التيه

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

خرائط التيه للكاتبة بثينة العيسى

قد تبدوا الرواية كـ قصة طفل تاه فخطف

فقد الحماية ففقد الأمن

بافتراض أن الحماية بشرية وليست ربانية

بافتراض أن مايحدث لنا خالصا من افعال البشر وليس قدر من الله

إلا أننا دخلنا خرائط التيه عندما ضاع مشاري من أمه

القصة تلقي اضواء عميقة على تجارة الاعضاء و كيف أنها تكاد تكون محمية بل مدعومه رغم انف الامن الدولي و المحلي

ولكن رأيت بين السطور قضايا أعمق و كأنما تجارة الاعضاء نتيجة لمشاكل وليست بحد ذاتها مشكله

فقد رأت الكاتبة أن الحل الامثل لتجارة الاعضاء أن نوقع و ثيقة تبرعنا باعضائنا بعد مماتنا!

ولو فكرنا أننا سنعيش من 60 إلى 70 سنة بصحة جيدة قبل أن يختطفنا الموت فستكون اعضاؤنا مستهلكة لن يستفيد منها شخص انهكه المرض ولن يقوم العضو بمهمته بشكل صحيح

و لو فكرنا بالتيه الذي اوصلنا لتجارة الاعضاء بمن لا حول لهم ولا قوة لتوصلنا لنفس النتيجة بمن تبرعوا طواعية بأعضائهم بعد مماتهم ليقتلوا بأي طريقة كانت وهم بعز الشباب!

وهكذا ستتسع دائرة التية ليدخلها الطيبين ممن وقعوا وثيقة التبرع وهم لا يعلمون أن اطماع غيرهم ستصل لاعضاءهم لكن بدون ثمن هذه المره

اذن مالحل؟

السؤال هنا ليس أين الحل بل السؤال مالذي اوصلنا الى المتاجرة بالاعضاء و من هم المتاجرون وهل كلهم مجرمون بنفوس مظلمة؟

على الصعيد الإنساني و الاجتماعي و الامن المحلي و القومي سابسط رداء نقاشي لهذه القصة

#على الصعيد الإنساني

كان المجرمون في هذه القصة أغلبهم من الافارقة السود الذين عاشوا بعيدا عن اسرهم في ملاجئ و مخيمات اكوام بلا عناية حقيقية وكل مالهم من العالم البشري اغذية وملابس لا تكاد تسد رمقهم او تكسو عوراتهم دون اهتمام بانسانيتهم قبل عقولهم و عواطفهم

فنشأوا بلا هوية بشرية قبل ان تكون دينية

هؤلاء اصبحوا باجسادهم خلق بشري شبيه لنا لكن ارواحهم بلا وجود حقيقي فاصبحوا مطمعا للاجرام حسب بنيانهم و عقولهم

فحولوهم إلى ادوات لجرائهم في انحاء الارض

بعضهم لا يصلح إلا كـ قطع غيار مدفوعة الثمن ومربحة نسبيا

و بعضهم يصلح ليكون مسئولا عن خلية صغيرة داخلية أو خارجيه و هكذا توزع الادوار حسب عقلية و دهاء من يراقبهم و يصنفهم

و إن اخطأ بتقديره فالقتل مصير الضحية لا المخطئ

هذا الصنف شبه البشري عندما يصل لبلد كـ مكه

-بعيدا روحانية المكان و قدرة الله على الهداية أو تأثر الروح بالمكان و الزمان-

ويجد امواج بشرية و بساطة في الخطف دون اي مسائلة لصعوبة الوصول للجناة و وفرة الارباح دون رأس مال أو تعب

مالذي نتوقعه منهم؟

غير الاستمرار بل الاستعار بالجريمة!

الصنف الثاني من الافارقة جذبهم طعم الغنى و الهرب من المحلية فسقطوا ضحايا للعصابات التي تبتز عوائلهم و قبائلهم فيدفعون دماءهم و عرق جينهم ولقمة عيشهم لافتداء هؤلاء الاغبياء ليعودوا لاحضانهم بعيدا عن المكاره

ومن لم يحالف عائلته او قبيلته الحظ بجمع الفدية فسيكون طعما سهلا وسائغا لتجارة الاعضاء

هنا ما الحيلة في الطموح المبتور؟

شبابا بلا تعليم حقيقي او عالمي يمتلكون اجسادا قوية و صحة و لا يجدون في بلاهم مايحقق طموحهم؟

لا بلادهم تسعهم ولا العالم يتقبلهم

مالذي نتوقعه لهم إلا أن ... نجدهم طعما للضواري بما تبقى من اجسادهم الفتية التي لا تصلح للبيع و الاستثمار؟

الصنف الثالث كان من اليمن

شخص دفعه الطموح ليغادر بلده بطريقة قانونية او شبه قانونية ليجد نفسه بلا عمل حقيقي بل عليه مواجهة طوفان الحياة و الاغتراف من الاموال بعقله قبل يده ليسدد للكفيل او من سيتولى امر دخوله البلد ايضا

يجد اسهل و آمن و اسرع ربح مع التجار الخفيين ولا يهم بما يتاجرون المهم كم سيحصل

هؤلاء اكبر فئة في العالم واكثر انتشارا

طموحهم عالي و قدرتهم غير محدوده لكن ليس لديهم استعداد لمواجهة النظام و السلطات بل العمل الخفي

هؤلاء هم تربة أي جريمة في العالم

لو تم اجتثاثهم لاجتثت كثيرا من الجرائم ولا وجدا المجرمون لهم سبيلا

هؤلاء وسيط بين المجرم و الهرب ليبتعدوا عن الامن البشري

هؤلاء هم انهيار اقتصاد أي بلد قبل أمنه

وان لم يفضحهم حماة الامن فلن ينفع وطن تستر شعبه عليهم

الصنف الرابع الافغاني او الباكستاني او الهندي

شاب ترك موطنه ليعمل ويجد لقمة عيش شريفه و يجمع لمستقبله

وفي خضم هذا الطموح نسي او تناسى حاجته للجنس الاخر

فجعل همه بالافلام و الاغاني تثيرسمعه و الصور العارية تشبع عينيه

حتى وجد مشاري الطفل مرميا بالقرب منه بلا حول منه او قوة

وبلا حسيب ولا رقيب بشري

فادخله و اطعمه و عالجه .. ليجد فيه متنفسا لتلك الغرائز الحيوانية التي رباها في نفسه

لم يرده دين ولا حرص على الصلاة

إلا أن فيه بذرة خير بل روح تعودت الخوف من النتائج و ربطها بالاقدار و غضب الرب

فتخلى عن شهوته مختارا ولكن ترك الطفل بلا أي رحمة او مسئولية مرتين

مرة للضواري ومرة في الشوارع

هنا حقا أنا لا ألومه مباشرة

فهو بداخله لا يريد شرا لكن ظروفه هي من حولت غريزته و لم يردعه دينه

هنا احمل الكفلاء و اهل الخير مسئوليته

كيف يترك عاملا بهذا الصمت و الهجر سنوات لا يعرف العربية فضلا ان يعرف او يتفقه بدينه؟

توصلوا اليه جمعية للمشاركة بيوم الشجرة ولم تتوصل اليه اي هيئة دينية او بشرية ليوم انسان مؤمن؟

الم يسأل عنه اهل المسجد؟

أين توعية الجاليات عنه؟

أين ذاك المقيم من جنسيته الذي ترجم رفضه للمشاركة بيوم الشجرة ليؤنس وحدته و يجلي غربته؟

حتى أنه لم يطمع بالمليون دولار التي قد تغنيه بعد شعوره بفداحة غلطة و غضب ربه عليه!

هؤلاء هم اساس الظلم في أي بلد

انهم العمالة التي لا نرى فيهم بشرية او دين بل مجرد آلات ندفع ثمن عملها بابخس الاثمان

دون أن ننظر هل لهم مخلفات نووية تدمر بيئتنا أم لا

الصنف الخامس : السلطان و اشباهه

من امتهنوا الجريمة و ضحوا بالاوطان و المجتمع من اجل مرابحهم الشخصية

مجرم بلا شك اي كان تعليمه او ذكاءه

فهؤلاء اختاروا الجريمة ولم يختاروا الغنى فقط

الصنف السادس:تجار الاعضاء من ذوي النفوذ

شياطين البشر

ارواح شريرة وصلت لقمة النفوذ لتحيل طبقة ماتحت خط الفقر في اي بلد و من هم بلا هوية في بلد غير بلدهم إلى فريسة سائغة لانيابهم

و نحن من ندفع الثمن لهم

عندما نحتاج لاعضاء نجدد بها اعضاءنا لنستمر بالعيش و الدفع لهم ليكبروا و تنفذ الشياطين و تحكم خنقنا قبل خنق فرائسهم

لنعيش ونكون شهداء و شركاء في جرائهم دون أن نعترض

وهكذا تدور البشرية بالتيه و تبقى تجارة الاعضاء وافرة لاننا نحن مستهلكوها وسندفع مهما كان الثمن دون أن تصم اذاننا صرخة مريم او غيرها

وبالعودة لقصة مشاري

نجد أمه و ابوه كـ بشر تحتى مسمى الدين الاسلامي بلا هوية حقيقية له

مالذي نعرفه عن ديننا غير الصلوات الخمس ننقرها ثم صيام رمضان و ان كان الحج نزهة أم صعوبه؟

وبما اننا اغنياء فسندفع الزكاة و الصدقات دون أن ننظر لمن ندفعها طالما هناك من يتكفل بها دون ان نعلم لمن ستكون

ولما حصلت مصيبة خطف مشاري اتضحت ضحالة الايمان رغم الصلوات و الصدقات

ظهر القلب فارغا من العبادة

من الخوف و الرجاء

من الصبر و الرضا

فاصبحت امه شبه مجنونه من خوفها ان تكون مذنبة بحق ربها

بات الاب شبه كافر برب لا يحميه وهو يعبده

اذن مالذي يجمع بين اسرة مشاري و الافارقة و اليمنين و شرق اسيا و شياطين البشر بكل مكان؟

أنه #الايمان_العميق_بالله

#الايمان_بيوم_الخلود_والحساب_الموعود

#الرضا_بما_كان_وسيكون

خرائط التيه كان سببها بعدنا عن الله اولا و اخيرا

وهذا ما جعلنا لا نكون خلائف الله بأرضه رغم صحة عقائدنا

وتولى الطواغيت امرنا فانتشر الفساد بالبر و البحر بما كسبت ايدينا

إلا أن الكاتبة المحت لشيء اخر بوصفها لشخصية العم سعود

وهو الذي يضع توازن بين عبادته و شهواته

فهو مصلي و محترم و مغازلا غير مغوي الا لمن تريد

فهو برأي الكاتبة شخصية جميله رغم انه من عامة البشر الا انه بات مان القصة لان لديه توازن بين خوفه من الله و حبه للمعصية

ملاحظة اخيرة

قد يكون للعالم سببا للتستر على جريمة تجارة الاعضاء فما المبرر لعائلة كـ عائلة مشاري تصل قدرتها لدفع مليون دولار نظير اعادته لحضنهم

ولا تجد طبيبا او عيادة لتعالج الرهاب الذي اصاب الابن نتيجة ما حصل له

قد يكون العالم الاسلامي بحكوماته و مصلحيه مقصر عالميا بحماية الفقراء و الضعفاء

فما حجة عائلة مشاري لتترك سميه و فيصل فريسة الوهم و المرض بعد حادثة الاختطاف!

وجهة نظري فقط و سأكون سعيده بأي حوار فيها

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق