زوربا > مراجعات رواية زوربا > مراجعة Sarah Shahid

زوربا - نيكوس كازانتزاكيس, جورج طرابيشي
تحميل الكتاب

زوربا

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

كيف لي أن أبدأ وأنا ما إن أخط اسمه "زوربا" حتى أجد هذه الحروف وقد قفزت من سطري هذا لترقص رقصة زوربية خاصة تعج بالحياة أو يقبع في إحدى الزوايا يعزف على السانتوري أو يجلس بكل هدوء سابحاً في بحر أسئلته الأزلية تلك.

كم تمنيت أن أتحرر من قيود عقلي المشوه بالحقيقة يوماً

وكم أتمنى الآن لو كنت مكان هذا الرئيس الكريتي الذي رافق زوربا أثناء عمله في كريت لاستثمار منجم للينيت.

كنت أتمنى أن أسمع ذلك العامل الجاهل الماسيدوني "أليكسيس زوربا" والفيلسوف الكبير

وذلك الطفل الذي يرى الأشياء دوماً لأمول مرة فيندهش ويسأل

ذلك الإنسان الذي يبلغ الجوهر عن طريق تحطيم المنطق والأخلاق والصدق والتي بنظره قشور الحياة.

صاحب الغريزة المعصومة والنظرات البدائية الكاسرة

فقد كان زوربا إنسان حقيقي بدماء حارة وعظام متينة يترك دموعه تنساب حين يتألم ولا يضيع فرحه أبداً

طرق جميع أبواب الحياة وسار في مضاميرها

حكيم يحول الضرورة التي لا بد منها إلى إرادة حرة ويقفز قفزات دونكيشوتية ليقهر تلك الضرورة ويخضع القانون الخارجي لقانون روحه الداخلي، لكي يخلق عالم جديد أكثر نقاء وأخلاقية ويخلقه حسب قوانين قلبه التي هي نقيض قوانين الطبيعة غير الإنسانية.

زوربا الذي طالما خضع لسلطان شياطينه الداخلية: الحب والموت والخوف توصل للمعرفة والفضيلة والطيبة والنصر والعدل وكل معاني الإنسانية السامية

في حين أن الرئيس قارض الورق كما يسميه صديقه يحلم ببناء مجتمع روحي فإن زوربا على عكسه يزعم أن هدف الإنسان في هذا العالم هو أن يفرح بالمادة فالحياة بنظره: خبز ولحم ونبيذ ونساء كما يدعو النساء.

إنني أجد نفسي كذلك الرئيس الذي يكرر أسئلته الأبدية والحمقاء أحياناً مثل "لماذا" والغارق في كتبه التي لا تتحدث إلا عن حيرة الإنسان الذي لا يستطيع أن يجيب عما يسأل.

يقول زوربا في داخل كل منا شيطان

ولكنني أقول في داخل كل منا زوربا

إننا جميعاً ذلك الرئيس وفي داخلنا زوربا يطرح تلك الأسئلة التي تدور في ظلام سراديب أحشاءنا والمتمثلة أمانا دائماً....لأنه في داخل كل منا مشكلة فلسفية لا حل لها.

Facebook Twitter Link .
6 يوافقون
اضف تعليق