الكتاب للأسف يشكل صدمة حقيقية لذكاء القراء المسلمين قبل غيرهم . هل يعقل أن تكون هذه حججنا ؟ هل يعقل أن يكون هذا هو مستوى علماءنا و مثقفينا ؟ كل ما رأيته هو "لاعب كرة" يتبختر وحده في الملعب و يسجل الأهداف في شباك فارغة و الجمهور يصفق منتش ، ببساطة لأن هذا الجمهور جديد على كرة القدم و لا يعلم قواعدها و لا رهاناتها !!
لا أريد أن أخوض في الكم المهول من المغالطات المنطقية و التحيزات المعرفية و غياب المنهجية التي قد نقبلها من مؤمن بسيط متحمس لكن يصعب تقبلها من دارس مستنير بحجم الدكتور مصطفى محمود رحمه الله . منها أنه يصور لنا أن الإلحاد يقابله الإسلام !! و الإسلام عكسه الإلحاد !!
عندما تذكر آية قرآنية واحدة في معرض نقاشك مع ملحد فهذا يسمى في علم المنطق : مصادرة على المطلوب .
عندما تقول في بداية النقاش نقلا عن كانط : "إنما عرفنا الله بالضمير و ليس بالعقل" . هنا إنتهى النقاش . لأن معناه أن كل كلامك سيكون إستنادا الى الضمير وحده . و تفسير الضمير عند الملحد ليس هو تفسيره عندنا .
صراحة أنا أخاف من هذا النوع من الكتب لأنه يعطي للبسطاء سلاحا وهميا تماما كالأب الذي يعطي لإبنه سيفا خشبيا معتقدا أنه قد أمن عليه ، ليفاجأ الولد في أول معركة بأسلحة ذكية لا قبل له بها ترميه من كل جانب . و لن ينجيه إلا الإستسلام .