كم نحن في حاجة أحيانا لكاتب مبدع يخرج عن المألوف و يكسر حواجز الإعتياد . الكاتبة في هذه الرواية إتخذت من هذا التعايش بين البراءة و القسوة قيمة جمالية لا تخطئها العين . الأمر أشبه بجدلية (التأثير و التأثر) عرفت الكاتبة كيف توازن بين طرفيها ببراعة.. عرفت كيف تجعلنا من البداية شاهدين على هذا التأثير و التأثر دون لف و لا دوران و بأقصر الطرق . شاهدنا كيف تأثر القسوة على البراءة و كيف تأثر البراءة على القسوة . من امثلة ذلك أن أغلب الشناعات قاما بها بطلب من الضحية نفسه . بمعنى أنها كانت عبارة عن "خدمة" أسدياها لمن طلبها بحيادية تامة. و من هنا تتجلى هذه النسبية في الأخلاق التي ربما تكون هي ما أضفى على الرواية جمالية أكبر.