"قرأني" هذا الكتاب....نعم؛ قرأني!!
من بين الكتب التي قرأتها في حياتي؛ قليلٌ منها أحدث هذا الأثر العجيب...هذا "الكتيّب" هو من قرأني فعلاً، أعطاني تلك الدفعة المفاجئة من على الحافة....تلك الدفعة التي تجعل المرء يشعر بشيء كان يبحث عن معناه؛ فإذا به أمامه؛ ماثلاً واضحاً، ساطعاً، بسيطاً، بلا تعقيدات!!
هذا الكتاب من المبدع الكبير أحمد العمري، يجعلك تفرك عينيك بعد الصحو لترى جيداً، فليس المهم بعد السبات أن تفيق....بل أن تستفيق!!
العمري في هذه الأوراق البضع والسبعون - ولا أعلم هل هي مصادفة أم قصدٌ جميل أن يضع الكاتب معنى الإيمان في كتاب عدد صفحاته بعدد شعب الإيمان؛ بضعٌ وسبعون شعبة؛ كما قال ذلك الذي لا يكذب أبداً- يعطيك المعنى المبسط للإيمان، يضع بين راحتيك بحثاً ليس في الأعراض الحتمية للإيمان، بل في النتائج الحقيقية له؛ الغيرة، الغضب، تدفق الأدرينالين، بروز العروق، اربداد الوجه، جحوظ العينين، تهدّج الصوت، تقطع الأنفاس، ارتجاف الأطراف؛ أو باختصار: "التمعّر للّه"!
أظنني لو استمررت في كتابة مراجعة لهذه التحفة الإيمانية سأكتب صفحات وصفحات؛ ربما أكثر من عدد صفحات الكتاب نفسه!!
أفضل مراجعة للجزء الثاني من سلسلة "ضوء في المجرّة".... هي قراءة الكتاب نفسه....وكفى.