خرائط التيه > مراجعات رواية خرائط التيه > مراجعة Ahmed AL-Hassan

خرائط التيه - بثينة العيسى
تحميل الكتاب

خرائط التيه

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

اسم الرواية خرائط التيه، من الاسم نستدل على معاني قد تكون موجودة في خضم بحر الرواية، خرائط: تدل على معنيين، الخرائط الطبيعية لمكونات الجغرافيا من جبال و أنهار و بحار و صحاري، الخرائط السياسية لتدل على بلدان ذات حدود وضعية و خرائط داخلية تمثل الحياة الداخلية للانسان من حيث هو انسان ليكون جزءا من المنظومة البشرية فيكون له الحدود الطبيعية من جهة تفاعله مع الاخر و حدوده الوضعية و هو ما وضع عرفا نتيجة العادات و التقاليد أو القوانين أو التربية أو الخلفية الثقافية و العلمية و هكذا.

و الاسم الثاني و هو ما أضيف الى الكلمة الاولى "التيه" من المتاهة و التوهان في عالم من هذه الخرائط المتشابكة، تتشابك للتوه في جمع من البشر و الحجر كل له خريطته بنوعي حدودها الوضعي و الطبيعي ، تتصادم تتفاعل تتلاءم تتنافر تتحارب و ..... و تتسالم.

هذه هي الرواية الرائعه "خرائط التيه" فيها من العوالم ما يشبه هذه الحياة:

1- عالم سمية و فيصل و ابنهما مشاري

2- عالم فيصل و اخوه سعود و مشاري

3- عالم سمية و فيصل

4- عالم روينا و سلطان

5- عالم مكة و الحج

6- عالم التشرد و الجريمة

7- عالم السعودية

8- عالم افريقيا

9- عالم مصر

10- عالم فلسطين

كلها عوالم و غيرها و لكن هذه أهمها كلها عوالم مستقلة في ظاهرها متداخلة في دواخلها ، لا و لن تشعر بأحدها دون غيرها، العالم الرئيسي في هذه الرواية عالم سمية و فيصل و مشاري ، في عالم مكة و الحج ، حتى أن هذه العوالم عبارة عن عوالم أصغر ظاهرا أوسع داخلا، عالم سمية مع عالم فيصل ، بين التصوف و الاتحاد الى الكفر و الالحاد، عالمهما معا يتضارب مع عالم روينا و سلطان ، عالم السعي وراء حق ضائع مع عالم الجريمة التي كانت نتيجة عوالم جريمة أخرى لتسلسل الاحداث لنكتشف أصل الجريمة الا وهو التشرد الاصلي الذي كان من صنع الحرب من جهة في افريقيا و من صنع السلام الظاهر من جهة أخرى مع الكيان الصهيوني متمثلا في اتفاقية كامب ديفيد لتمتد خيوط الجريمتين و ترتبط من حيث البداية في افريقيا في مخيمات الافارقة و ما انتجته من مشردين في الطفولة لتشكل جيل من المجرمين لتدعمهم اسرائيل بما أبرمته من معاهدة "سلام" مشوهه بالنسبة للعرب و في مصلحة اسرائيل و التي كانت احدى بنودها أن تكون هناك منطقة منزوعة الامن و الامان لتعطي الذريعة لاسرائيل بالتجارة بأعضاء "العرب" خاصة – كمعنى ضمني- متمثلا بخطف الطفل مشاري و الافارقة عامة.

هناك – حسب رايي- بعد او معنى سيميائي دال في هذه الرواية، الطفل مشاري – كويتي- يمثل طفولة عربية تخطف بأيدي مجرمين من افريقيا بمخطط صهيوني لبيع أعضاء جسده للكيان الصهيوني ، و لكن المخطط "يفشل" ليتم اكتشافه و عودته لذويه بعد 21 يوم ، و قد يكون العدد 21 لا يمثل سوى القرن الذي نعيش فيه أعظم مصائب الامه و عودته قد ترمز الى أن الجسد العربي – بنظرة تفاءلية- لن يتمزق الى حد بيعه و لكن عودته ستكون لها ثمن: الطفل سيعاني الكوابيس بسبب الاغتصاب و هو يمثل جيل طفولة سيتم اغتصاب حقوقه الطفولية، الام و هي الارض ستتمسك بالدين لدرجة الهوس نتيجة واقع مرير و اب "السلطة" يقف على النقيض من ذلك و يكون بعيد كل البعد عن الحقيقة و "ئتاها" و لكن سيبقى يبحث عنها، فالحرب متهمة و معاهدة سلام مشوهه ايضا متهمة.

في رأيي، الكاتبة بثية عيسى أبدعت في هذه الرواية من ناحية التسلسل و البناء الروائي، استعملت بعد الصور و المعادلات الموضوعية مثل: اليد السوداء المبتورة، جبل عرفة و الصعود الى الله (اشارة صوفية باقتباس من الحلاج) ، البحث عن الله و حقيقة الوجود بطريقين هما سمية من جهة (بنظرتها الصوفية ) و فيصل بنظرته (اللاأدرية أو اي معنى آخر ما عدا الايمانية بالنسبة له).

رواية أكثر من رائعة من حيث التشويق أو ثيميتها أو ما أرادت قوله و لم تقله صراحة

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق