مقال عن المنهج: لإحكام قيادة العقل وللبحث عن الحقيقة في العلوم > مراجعات كتاب مقال عن المنهج: لإحكام قيادة العقل وللبحث عن الحقيقة في العلوم > مراجعة Mostafa Farahat

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

" أما أنا فلم أدع قط أن نفسى أكمل من نفوس الغير بل كثيراً ما تمنيت أن يكون لى سرعة الفكر أو وضوح الخيال وتميزه ، أو من سعة الذاكرة وحضورها ، مثل ما لبعض الناس ، ولست أعرف فضائل غير هذه تعين على تكميل النفس .."

الكتاب يجمع ما بين السيرة الذاتية لديكارت يرويها هو عن نفسه وبين تقديم لفلسفته التى كانت بمثابة عزف على أوتار فلسفة جديدة فى أوروبا فى ذلك الوقت ، فلسفة لا تخضع لمسلمات وبديهات فقط ، بل إنها فلسفة قائمة على أنقاض فلسفات أخرى ، ومنها خرج بفلسفته الجديدة ، إذ إنه يرى من الصعب أن نهدم مدينة بأكملها ثم نعيد بنائها لمجرد وجود فساد ما فى أحد أركانها ، إنما يجب أن نحاول أن نقوّم هذا الخلل ، ومنه نشيد ما كنا نطمح إليه .

وهنا يعلق ديكارت : ولن أقول عن الفلسفة إلا أنه لما رأيت أن الذين كانوا يتدارسونها هم خيرة العقلاء ، ممن عاشوا منذ عصور كثيرة ، ومع ذلك ليس فيها بعد أمر لا يجادل فيه ، أى ليس مشكوكاً فيه ، فإننى لم أكن قط من الغرور بحيث آمل أن أنال فيها من التوفيق خيراً من الآخرين ، ولما تاملت ما يكون فى المسألة الواحدة من آراء مختلفة يؤيدها رجال وعلماء ، عل أن الحق فيها لا يكون إلا واحداً .

ما أعجبنى فى شخصية ديكارت هو تأنيه الشديد وعدم تسرعه فى إصدار أحكام على أى شئ ، خصوصاً وسط كمّ الشكوك التى لحقت به ، فإنه لا زال محافظاً على التزامه الدينى ، والذى لا يتنافى مطلقاً مع كونه شك فى شئ بغية أن يصل منه إلى الحقيقة الأعظم ، لأن وعى جيداً أن الدين لا يتنافى مع العقل ، بل إنه يجله ويقدره ، بل إنه اعتبر أننا لن نصل إلى الطريق المستقيم إلى الجنة إلا إذا أحكمنا عقولنا ، ومن هنا شكّ شكاً لا يتعارض مع كونه مؤمناً ، فوصل إلى قاعدة فلسفته : أنا أفكر .. إذاً أنا موجود ..

ديكارت أيضاً لم يبنى فلسفته على مجرد آراء مبتكرة وجديدة ، بل إنه تمهل جداً قبل أن يفصح عنها ، فأخذ يطوف بالبلاد ، يسمع ويجادل ويناقش ، بعدها أخذ يعرف بفلسفته .

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق