اختراع العزلة > مراجعات كتاب اختراع العزلة > مراجعة mohammed orabi

اختراع العزلة - بول أوستر
تحميل الكتاب

اختراع العزلة

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

ما اعرفه عن العزلة هو انك تشعر دائما بانك انسان وحيد .. تصارع هواجسك وحدك دون مساندة من احدا .. شعور موحش للغاية سيتفهمه من مر به من قبل .. هى ليست فى الغالب من صنع ايدينا ولكن فى الغالب تكون فرضا علينا .. هل نسنطيع ان نخترع عزلتنا بانفسنا وان نقيم اسورا عالية حول حياتنا تقينا اقتراب اى كائن منها .. هذا الرجل المذكور فى هذا الكتاب لم تفرض عليه الغزلة بل هو من قام بختراعها حول نفسه وعقله وجسده الى ان ياتى الموت فيأخذ جسد الرجل بعيدا عنه.. فالرجل وجسده ، اثناء حياته ، شيئان مترادفان ، لكن في الموت ، هناك الرجل وهناك جسده .. يرحل الجسد وتبقى الاشياء ومتعلقاته قابعة فى اماكنها ساكنة تروى لنا ما لم نعلمه عن هذا الجسد .. يتلقى بول فى احدى صباحاته الرتيبة خبر وفاة والداه ، خبر كان يتخوف من سماعه الا انه كان ينتظره يوما ما ، لم يحزن ولم يتفاجئ بل كان صامتا ، احيانا يكون الصمت له صدى اقوى من الصراخ حتى ولم يخرج الصوت خارج حدود النفس ولكن يبقى صداه يتردد ويزلزل الجسد بقوة .. صمت بول وقرر ان ياخذ اسرته الى منزل والده لعل مابه من مقتنيات تستطيع ان تخبره عن الرجل الذى كان يعيش به بعيدا معتزلا جميع جوانب الحياة .. صورا فوتوغرافية هنا وربطات عنق ملقاه هناك وحكايات تبدء تهاجم الولد فيرى اباه يتجول فى كل جوانب البيت الا انه يدرك اخيرا انها مجردات خيالات لا اكثر .. يقول الكاتب " عندما وجد صور ابيه .. اعتقد باننى فقدته ولكننى وجدته ايضا التقيته لأول مرة وكأن جابنا منه قد بدأ للتو بالحياة .. فاذا ابقيت على هذه الصور نصب عيني دوما ، فيكون الامر وكانه مازال حيا حتى فى موته " .. اذا لم تكن خيالات على ما تبدو .. كان ابيه حاضرا معه حتى ولو كان جسده غير موجودا معه ..

يقال ان الالم هو المحرك الرئيسى للابداع .. بالحديث سريعا عن حياة الكاتب فانه سكن باريس لفترة تشرب فيها الشعر الفرنسي من منابعه حتى تعمق وتوغل بداخله .. ولكن عند موت ابيه " والذي يتكلم عنه بول فى تلك المذكرات " انكسرت تجربة الشعر بداخله لكن شعلة الابداع بداخله لم تسكن وبدء فصل جديد مع الادب .. وجد ان السرد ينساب من قلمه متكلما عنه وعن ابيه وعن طفله .. كتابات لم يغيب عنها مايميز الشعر من صدق العاطفة ولكن وبعرض سريع لمحتويات تلك المذكرات حدث انتقال من سرد للخواطر التى تتجول داخل عقل ونفس الكاتب الى سرد لماضى عائلته وما شهده والده من احداث عصيبة سواء قيام جدته انا اوستر بقتل جده هارى اثر اكتشافها خيانته لها ثم محاولتها للانتحار عقب اكتشاف الشرطة لجريمتها وقبل تقديمها للمحاكمة ثم محاولة عم ابيه سامويل اوستر بان يقتل ارملة اخيه انتقما منها .. كل تلك الاحداث والصعوبات من الموكد انها ساهمت يشكل كبير فى تكوين شخصية والد الكاتب واكسابها الكثير من صفانها والتى تم شرحها والحديث عنها .. ذلك الجزء كان ممتع للغاية بالنسبة لى ثم بعد ذلك تم عرض مجموعة من الكتابات اسمها الكاتب كتابات الذكريات .. لم احب ذلك الجزء بشكل كامل ولم استطيع استيعابه تماما .. اهى كانت كتابات تركها والد بول وعثر عليها الكاتب .. ام كانت كتابات كتبها بول بنفسه ام كانت مزيج من الاثنين ! .. اما بالنسبة للشخصيات التى جاءت فى هذا العمل فلست فى صدد اصدار احكام عنها .. فهى ليست شخصيات من واقع خيال الكاتب يريد منها ايصال فكرة ومغزي معين .. هى شخصيات بالفعل عاشت يوما ما على تلك الارض وكان لها حياتها وتجربتها ولكن اعتقد ان شخصية والد الكاتب شخصية فريدة من نوعها .. لم استطع ان افهمها بشكل كامل رغم انه يوجد بيننا الكثير من الجوانب المشتركة .. واعتقد ان بول نفسه لم يستطع ان يفهمها بشكل كامل ايضا .. بشكل مختصر هى عمل لن يجعلك تلتزم الجانب الحيادي منه وسيدفعك للتوغل بداخله .. سواء تعرضت لتجربة فقد الاب او اذا كنت اب وتخشى ان تصل العلاقة بينك وبين ابنائك الى ما وصلت اليه علاقة بول بابيه .. موجودا بالاسم فقط وعقب رحيلك ستكون فكرة مبهمة فى عقلهم ..

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
اضف تعليق