المعطف و الأنف > مراجعات كتاب المعطف و الأنف > مراجعة abd rsh

المعطف و الأنف - نيقولاي غوغول, محمد الخزاعي
أبلغوني عند توفره

المعطف و الأنف

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.8
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

كانت ولا تزال حقيقة العدم والفناء تطارد الإنسان دائماً، بصيغة الموت.

هكذا زال واختفى إلى الأبد إنسان لم يفكر أحد من الخلق في حمايته، ولم يكن عزيزاً على أحد، ولم يكن أحد يهتم بأمره لا من قريب ولا من بعيد، ولا حتى عالم التاريخ الطبيعي الذي لم يكن ليقاوم غرز دبوس في جناح ذبابة منزلية وفحصها تحت مجهره، إنسان تحمل هزء وسخرية زملائه من غير أن يتذمر ويعبر عن احتجاجه، إنسان ذهب إلى مرقده الأخير بلا أدنى ضجة، ولكن مع ذلك (بالرغم من أن ذلك ليس قبل أيامه الأخيرة) ظهر فجأة زائر مضيء على هيئة معطف، ليضيء حياته البائسة لمجرد لحظة خاطفة، مخلوق حلت به نكبة قاسية كما تعصف النكبات بالملوك وعظماء البشر على هذه الأرض...

كيف يمكن أن يكون الناس بهذه الوحشية، وكيف تخفي التصرفات المهذبة والتربية الحسنة هذه الفظاظة الشديدة؟؟!! في أكثر الناس المعروفين بنزاهتهم واستقامتهم...

كيف يمكن لهم أن يكونوا هكذا عمياناً عن حقيقة أن كلمة أو فعل أو حتى نظرة، قد تكون سبباً في جلب حزن لأحدٍ ما، أو سبباً من أسباب تعاسته الكثيرة، أعرف الآن أنهم هكذا عميان ﻷنهم لم يجربوا الشعور بموقع الطرف الأخر، لم يجربوا أن يضعوا أنفسهم في مكان من يتلقى السخرية، أو الإهانة، أو العذاب، فهكذا كانت بوابة الموت تقترب من صاحب المعطف، وكم له من أمثال بين الناس...

هذا العالم حقاً حافل بالحماقات المشينة للغاية، بسبب سوء تقدير الكثيرين، بسبب الغرور والتكبر، والكثير غيرها من الصفات التي لاتخفى على عاقل.

لا شيء يدوم في هذا العالم. حتى الفرح يبداً في التلاشي بعد دقيقة واحدة فقط. بعد دقيقتين، ولا يزال يضعف، حتى يصبح في النهاية وكأنه جزء من حالتنا الذهنية اليومية المعتادة، مجرد موجة صغيرة ناشئة عن صخرة صغيرة تندمج بالتدريج مع سطح الماء الناعم.

على أية حال، عندما يقال كل شيء ويفرغ منه، يجب على الإنسان أن يقرأ في هذه اللحظة و في غيرها، وربما فقط يستطيع أن يجد...

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق