-بلال..

أكتب إليك بيقين تام بأنك تقطن في داخلنا جميعا، لست وهما ولست حبرا على ورق، أنت جزء خفي في قلوبنا، أنت المعركة التي نترنح بها بين الحقيقة والوهم، بين خيوط الأمل وقيود النفس.

بلال في كتاب "شيفرة بلال"، أنت الصديق الذي يبحث المرء عنه في نفسه، لقد خضت معركتك مع سرطان الدماغ، وها نحن نخوض معاركنا بسرطان آخر وبشكل آخر، أدركت بأن معركتك محسومة، لكنّك آمنت ووجدت نفسك، لقد قتلت "أميّة" في روحك وأطلقت العنان لنفسك، حتى انبثق منك نور أضاء كونك وأكوان من قرأ حروفك.

-الى بلال بن رباح، الى ذلك الصوت العذب الذي نبحث عنه في داخلنا كي نعيش، اليك يا من تحررت من عبودية القلب وعبودية النفس الى الله، أنت الحر وابن الأحرار، فقد حظيت بحرية لم نحظ بها وقد ولدنا أحرارا!

اليك يا ابن حمامة، لقد حلقت كالحمامة في عنان السماء، وقد تركت أثرا في قلوب من عايشوك ومن يتمنون لقياك.

"أحد أحد" من نصرك هو الأحد وقد نصرت نفسك باتخاذك هذا السبيل المخضّر جعلنا الله من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه المكرمين.

-الى بلال الذي يسكن في نفسي، أنت مجمّل معاركي وقواي، أنت الأمل الذي أحارب به كي أحيّا، أنت شعلة الحياة التي سأفني عمري في سبيل الحفاظ عليها، لن أخسر المعركة وسوف أنجو بنفسي مهما اكتسى العالم بالرماد، فأشهد الله بأني أعيش بقلب حيّ ينبض بالحب والاسلام، والله يعلم ما يعيش في القلوب...!

-الى الدكتور أحمد خيري العمري، شكرا لك على هذه الحروف العميقة، شكرا لك لأنك أثرت القضية بما يليق بها وبما يليق بمؤذن الاسلام الأول، شكرا لأنك طرحت القضية بأسلوب معاصر جذّاب غير منفر، شكرا لأنك كنت خيّر سفير للإسلام، فوالله إن الحروف أمانة والرسالة مبدأ وعقيدة، وعقيدتنا لا تموت ورسائلنا حيّة وستبقى باذن الله حيّة..

-ختاما إليكم أيها القرّاء.. مهما كانت معارككم لا تستسلموا، لا تخضعوا، فأي ألم أشد من العبودية جسدا وقلبا ومالا، لا تكونوا عبيدا للحياة، لا تكونوا عبيدا لرغباتكم بل كونوا عبيدا لله ليغرقكم في نعيمه.

#لجين_شوشة