من منا لم يسمع بقصة ريا وسكينة، أعمال فنية و درامية عديدة تناولت طرح تلك القصة المرعبة ولكن ما أبعد الحقيقة عن تلك الأعمال!
هذا الكتاب لمؤلفه المجتهد صلاح عيسى عبارة ان آلة للسفر عبر الزمن سيعود بالقارئ إلى بدايات القرن العشرين فاتحاً الأعين أمام تلك الصورة البشعة والسوداء التي شكلت حياة شرائح واسعة من المجتمع المصري طحنها الفقر والبؤس و نال منها الجهل نصيبا كبيراً حيث امتهنت الدعارة و بيع الاعراض و معاقرة الخمور وتعاطي المخدرات وكأنها مقبلات يومية!
آثار الحرب العالمية الأولى على مصر كانت كارثية من الناحية الاقتصادية وسببت مزيدًا من الفقر و العوز.
صلاح عيسى اعتمد على محاضر التحقيقات و سجلات المحاكمة و لم يترك وثيقة رسمية لها علاقة بالقضية الا واستعان بها حتى ينقل إلى القارئ ماذا حدث وكأنه فتح بُعداً زمنياً يمكّن القارئ أن يشاهد ماذا حدث.
إن أسوأ ما قد يهدد القيم الأخلاقية في مجتمع ما هو الانهيار التدريجي للأوضاع الاقتصادية وتدهور مستوى المعيشة اليومية عند الناس.
أي خطاب يُمجّد الفقر بذريعة دينية أو أخلاقية هو خطاب إبليسي بامتياز.