الجريمة والعقاب الجزء الثاني > مراجعات رواية الجريمة والعقاب الجزء الثاني > مراجعة Aseel Sa'di

الجريمة والعقاب الجزء الثاني - فيدور دوستويفسكي, حسن محمود
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

الجريمة والعقاب

للكاتب الروسي فيودور دوستويفيسكي

الرواية تأتي ضمن جزئيين الجزء الأول 455 صفحة والجزء الثاني 431 صفحة بترجمة سامي دروبي عن المركز الثقافي العربي

يقول نيكولو مكيافيليفي كتاب الأمير أن الغاية تبرر الوسيلة.

وهذا ما اقنع به نفسه بطل روايتنا طالب الحقوق المعدم ذو الثلاثة وعشرون ربيعا راسكولينكوف , فيقوم هذا الطالب المسالم المنعزل الهادئ الذي يحيا في أحقر أحياء سانت بطرسبرغ ليرتكب الجريمة!

يقول نيتشه : دوستويفسكي هو الوحيد الذي أفادني في علم النفس, وهنا أظن أن نيتشه استوحى فكرة الإنسان الأعلى من نظرية دوستويفيسكي في الجريمة والعقاب حيث أن دوستويفيسكي نشر مقال بقلم بطل الرواية الطالب راسكولينكوف يقول فيها :

" إن الرجال ينقسمون، بحكم قوانين الطبيعة، إلى فئتين، بوجه عام: فئة دنيا هي فئة العاديين الذين لا وجود لهم إلا من حيث إنهم مواد إن صح التعبير، وليس لهم من وظيفة إلا أن يتناسلوا، وفئة عليا هي فئة الخارقين الذين أوتوا موهبة أن يقولوا في بيئتهم قولاً جديداً. ولا شك أن هناك تقسيمات فرعية لا حصر لعددها، ولكن السمات المميزة التي تفصل هاتين الفئتين قاطعة."

كما يقول:

" الفئة الثانية فهي تتألف من رجال يتميزون بأنهم جميعًا يكسرون القانون، بأنهم جميعًا مُدمّرون، أو بأنهم جميعًا ميالون إلى أن يصبحوا كذلك بحكم ملكاتهم. وجرائم هؤلاء الرجال تتفاوت خطورتها وتتنوع أشكالها طبعًا. وأكثرهم يريدون، بأساليب متنوعة جدًا، تدمير الحاضر في سبيل شيء أفضل. فإذا وجب على أحدهم، من أجل تحقيق فكرته، أن يخطو فوق جثة، أو فوق بركة دم، فإنه يستطيع (في رأيي) أن يعزم أمره على أن يخطو فوق الجثة وفوق بركة الدم مرتاح الضمير، وكل شيء رهن بمضمون فكرته، وبما لها من أهمية طبعًا."

ومن هنا يقرر راسكولينكوف وبسبب ظروف تمر به وبعائلته أنه يجب أن يحدد مكانته بين الرجال فهل هو من فئة العاديين أم من فئة الخارقين ويقرر أنه خارق وأن جريمته من ورائها فكرة وهذه الفكرة تعم بالنفع ليس عليه فقط بل على كثير من الناس حيث انه يبدأ بالتخطيط لتبعيات الجريمة التي سيقوم بإفادة المجتمع بها.

لكن ما لم يكن في حسابات بطلنا أن الإنسان الخارق يجب أن يقتل ضميره ولسوء الحظ كان ضميره ونفسه اللوامة النصيب الأكبر في التحكم به فبدأ دوستويفيسكي يصف عذابات النفس البشرية حينما يؤنبها الضمير، ويا له من وصف لقد جعلنا نشعر بكل نكسة يمر بها البطل جعلنا نهذي معه ونرتاب من الجميع، فيصبح البطل يشك بكل من يراه ويناظره ويظن أن الجميع يعرف ما ارتكب من جرم.

وهنا يبدأ بطلنا يحاول بدون وعي منه مساعدة من هم أسوأ منه حالا ليخفف من وطأة تأنيب الضمير على نفسه فتراه يعطي المال ويحاول المساعدة في أمور غريبة , ويعجب في فتاة, فتاة رقيقة نقية القلب طاهرة الروح وإن كان جسدها مجنسا بعملها في البغاء لكن ما كان عملها هذا إلا محاولة لإطعام إخوتها الصغار الذين يذوون من الجوع.

فكانت صونيا نقطة تحول في مشاعر راسكولينكوف فيشعر بالحديث معها وكأن وطأة العذاب تذوب في عدم محاكمتها له على ذنبه ففي نظره وبنظره كانت هي انقى من قابل في حياته لدرجة جعلته يسجد أمام هذا النقاء الذي اجبره الزمن على المعاناة ودنسه بدون رحمة وقال لها " أنا لا أسجد أمامك أنتِ , بل أمام معاناة البشرية كلها"

في النهاية ورغم عدم ذكري سوى لشخصية البطل وشخصية صونيا إلا أن الرواية فيها الكثير من الشخصيات وذكر بعض من مشاكل ذاك العصر مثل الطبقية وانتشار الرذيلة وانتشار الأفكار الجديدة وترجمة الكتب ذات الفكر الجديد وانغماس الشباب في الأفكار الجديدة التي كانت تعتبر شاذة جدا لمجتمع محافظ ومتدين.

رواية رائعة ينصح بها وبشدة

#Aseel_Reviews

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق