قميص لتغليف الهدايا > مراجعات رواية قميص لتغليف الهدايا > مراجعة إبراهيم عادل

قميص لتغليف الهدايا - أحمد القرملاوي
تحميل الكتاب

قميص لتغليف الهدايا

تأليف (تأليف) 3.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

تتراوح قصص المجموعة بين التركيز على مواقف وأحداث عابرة ورصدها بالتفصيل، وبين بناء عالم كبير متشعب بأكبر قدر ممكن من التكثيف، بما يسمح للقارئ بتخيل أبعاد أخرى وعلاقات وحياة خلف كل ما ذكره القرملاوي في القصة، فبين رصد موقف مأزوم وانعكاساته التعامل معه كما نجد في قصة المجموعة "قميص لتغليف الهدايا" أو صلاة ق4" أو حتى مع مسحة من الشجن والذكريات كما نجد في "كادر"، وبين قصص أخرى تتسع فيها الأحداث والمواقف لتغدو وكأنها نواة صالحة لأن يبنى عليها رواية مكتملة شديدة التميز مثل قصة "قانون الخبز" مع ما فيها من رصد مأساوي صعب، أو "سيد المأذنة" آخر قصص المجموعة والتي ترصد ذلك ما يحدث من تحول في الشخصيات من الخضوع والتذلل إلى فرض السيطرة والهيمنة. وقصة "بيت من جير" التي تذكرنا بنوفيلات سودواية شديدة الجمال استطاع أن يكثفها ببراعة.

تحضر الفلسفة ورصد الموقف من الحياة والمستقبل والهوية في كثيرٍ من قصص المجموعة، وفي تأمل بعض المواقف التي يرصدها الكاتب، حتى وإن غلب عليها الطابع الفكاهي حينًا في "الركن المظلم" أو المأساوي ـ مرة أخرى ـ شديد التعقيد في "سجال الليل الصامت"، وتبدو براعة الكاتب في الانتقال بسلاسة من قصة لأخرى ومن عالم لآخر، استوقفني كثيرًا "حديث المنفضة"، ليس فقط لما تطرحه بوضوح من فلسفة التخلي وترك الدنيا والعواقب، والاستسلام للأقدار، ولكن في اختيار المشهد الذكي والعلاقة المضطربة بين السيجارة والمنفضةـ، واختيار ذلك العنوان، وهذا الحوار الذكي:

( الحياة عبءٌ لا يُحتمَل، فعلامَ تمسُّككَ بها؟ سَلْني أنا، إذ أقضي بين المقابر أطول مما أمكث في بيتي، وأتابع الأجساد فيما يُواريها التراب، فتنعم بالهدوء والسكينة لأول مرة بعد طول معاناة».‬

‫ «لكني لا أزال شابًّا، هكذا أعتقد على الأقل؛ ولا زلتُ لم أجد السعادة، ولا وجدتُ إجاباتٍ عن أسئلتي الكثيرة.. لستُ مستعدًّا للموت!»‬

«وهل تظن أن غيرَكَ وجد الإجابات؟ يا مسكين.. بل إننا جميعًا مساكين، نشغل أنفسنا بتفاصيل لا معنى لها، ثم نفاجأ آخر الأمر بأن الفرصة قد تسرَّبَت من بين أيدينا.. ها أنت تشغل أيامَك الأخيرة بالدفاع عن حق وهمي، وتزج بنفسك في أزمة لا طائل منها» «يبدو أنك مثلهم، لا تصدقني ».‬‬ ‫ «ليس الغرض أن أصدقك أو لا أصدقك، لكنَّ الأمور ستستوي لديك نهاية الأمر؛ ستخفُت من حولك الضوضاء، وتذهب لعالم الإجابات رأسًا».‬ )

.

استطاع القرملاوي أيضًا أن يتنقل في أصوات قصصه بين عدة أصوات مختلفة، أعجبني صوت الطفل في "موت حلو المذاق" ورسم الحالة الخاصة بين الحياة والموت، كما أعجبتني حالة الشاب الحائر في عدد من القصص أبرزها "وليمة الحواس" وكيف دار مع الفنان الكبير في أفكاره وتصرفاته، وكذلك المشهد الجميل والحضور الاستثنائي للفاتنة في "الموت على صدر السندريلا"، وصورة المراهق الذي يستكشف عالم المرأة ويتخلص من عقدة حياته أثناء مصادفة عابرة تجمعه بجارته الطبيبة في "كفان وأربعة أصابع"، مجموعة من القصص التي ستظل في البال طويلاً، ويتردد منها مشاهد ومواقف وكلمات كثيرة، أود أن أشير أيضًا في عجالة إلى تميز اللغة وجمال الوصف، في كثيرٍ من القصص استوقفني جمال التعبيرات، وطريقة تقسيم المشاهد، فعلاً كانت جولة شيقة وقصص شديدة الجمال والانسيابية .. وكنت أود ألا تنتهي

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق