فهرس > مراجعات رواية فهرس > مراجعة إبراهيم عادل

فهرس - سنان أنطون
أبلغوني عند توفره

فهرس

تأليف (تأليف) 4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

يختار «سنان أنطون» هذه المرة بطلاً قريبًا من عالمه بل يكاد يتطابق مع شخصيته هو الدكتور «نمير» فكلاهما دكتور جامعي يدرِّس الأدب العربي في جامعات أمريكا، وخاضا تجربة تسجيل وإخراج الأفلام الوثائقية عن العراق، بل إن كليهما قد مر على جامعتي «هارفرد» و«نيويورك»، ولعل الطريف أن بطل الرواية يذكر في مذكراته أنه يفكِّر في كتابة رواية عن «مغسّل أموات» وهو ما فعله سنان أنطون ببراعة في روايته الجميلة «وحدها شجرة الرمان».

تحكي الرواية عن ذلك الأستاذ الجامعي «نمير» الذي يلتقي مصادفةً، أثناء تصويره لفيلم تسجيلي عن العراق، ببائع الكتب «ودود» الذي يود أن يكتب رواية عن العراق، ويمنحه جزءًا منها ويسميها «فهرس» ويحاول أن يدون فيها تاريخ (الدقيقة الأولى للحرب على العراق) متناولاً في ذلك ليس التاريخ الرسمي الذي يتحدث عن الأشخاص فحسب، بل يعمد إلى اختيار (فضاء ثلاثي الأبعاد)، على حد تعبيره، يجمع فيه بين الأشياء والأحياء محاولاً استنطاق الجمادات والتعبير عن مشاعرها ما أمكنه ذلك.

لا تبدو الحكاية هنا حكاية الناس فحسب، بل حكاية الطير، والسجاد (الكاشان)، والمدن، والرقوق، وشريط التسجيل، والأشجار، والخيول، بل حتى الجنين الذي لم يولد بعد قد يكون له منطقه وعالمه الخاص، كل هؤلاء جنبًا إلى جنب مع حكايات «جامع الطوابع» و«عازفة البيانو» الذين تغدو قصصهم وحكاياتهم جزءًا أصيلاً من تاريخ العراق، وشاهدًا باقيًا على ما حصل من تحوّل للبلاد والعباد بعد تلك الحرب التي لم تبق ولم تذر.

تدور الرواية بين حكاية «نمير» الأستاذ الجامعي، وبين أطرافٍ من حكاية «ودود» وكتابته ومخطوطه ذاك، ولا يبدو اهتمام الكاتب كبيرًا بالحكاية قدر اهتمامه بالتفاصيل الإنسانية التي تجمع بين الاثنين على بعد المسافة بينهما وتباين العالم الذي يعبران عنه، بين التفاصيل اليومية «الأمريكية» التي يعيشها الدكتور، وتفاصيل رصد الخراب والدمار الذي أحاطت بـ«ودود» داخل بلاده، وهكذا يظلان مسكونان بالغربة داخل البلاد وخارجها!

يكشف «نمير» عن أطرافٍ من سيرته الذاتية، تاريخه وطفولته، عن علاقته القديمة بالكتابة والرغبة في التدوين، ورغبته في أن يقرأ الجميع ما يكتبه، تلك الرغبة التي اختفت وضمرت بمجرد التحاقه بالمدرسة الثانوية حتى توارت مع التحاقه بالكلية ثم عمله الأكاديمي، في المقابل نجد «ودود» يحاول قدر جهد أن يسجل كل ما مر به ويعتمد على ذاكرته التي يعتبرها معطوبة في تدوين كل ما مر به ويجتهد في تذكر سيرته وآلامه، حد أن كتابته تصل إلى حد الهلوسة التي قد لا يفهم منها شيئًا لكنه يواصل الكتابة .. حتى النهاية!

...................................

من مقالي عنها

****

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق