أربطة > مراجعات رواية أربطة > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

أربطة - دومينيكو ستارنونه, أماني فوزي حبشي
تحميل الكتاب

أربطة

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

"كان الألم موجوداً دائماً، لم ينتهِ قط.."

إذا كُنت تعتقد أنك ستقرأ رواية من الأدب الإيطالي ترتكز على وصف الأمكنة والأزمنة الإيطالية فهذه الرواية ليست كذلك.. هذه الرواية إيطالية المنشأ، ولكن أحداثها يُمكن أن تحدُث في أي بلد.

هذه الرواية تتحدث عن الأربطة..

ليست أربطة الحذاء الموجودة بالغُلاف بالطبع ولكنها مُجرد إستعارة.. ولكن أربطة العلاقات..

فأبطال الرواية الأربعة ربطتهم علاقة أسرية..

فلدينا "فاندا" و"آلدو" وابنائهم "ساندرو" و"آنا"..

"فاندا" و"آلدو" هم زوجان تزوجا عن حُب –هذا ما كانا يعتقدانه- وبعد فترة من الزمن يُصاب "آلدو" بفتور من العلاقة.. يُريد شابة يعيش معها يستعيد معها شبابه وإبداعه.. وكانت تلك الشابة "ليديا".. التي سُرعان ما فرقت بين الزوج وأسرته.

ولكن "فاندا" لم تتقبل ذلك أبداً.. وفي أروع أجزاء الرواية وأكثرهم ماسأةً وحُزناً.. تكتب "فاندا" رسائل لـ"آلدو" تستعطفه وتُحاول تليين قلبه تارة وتسبه وتكون حانقة عليه تارة أخرى.. غير مُصدقة أنه تركها.. ترك عائلته.. لأن ما كان يدور في خُلدها أنها علاقة ستسمر إلى الأبد.. ثم ننتقل فجأة إلى بعد تلك الأحداث بأعوام كثيرة ومن أعين وسرد "آلدو".. لنجد أن "فاندا" و"آلدو" أصبحا معاً مرة أخرى.. ليسرد لنا الكاتب كيف تم ذلك بطريقة البازل وبناء العمارة.. هو فقط بنى الدور الأول ثم الدور قبل الأخير فجأة وبدأ يبني باقي الأدوار.. ولكن دون أن تقع العمارة.. وذلك كان سحر سرد "دومينيكو ستارنونه".. فلن تشعر بأي خلل زمني في الأحداث.. لنختم بالجزء أو بالكتاب الثالث لنرى الأحداث هذه المرة بأعين وسرد "ساندرو" و"آنا".. وكيف شوهت ودمرت علاقة آبائهم تفكيرهم وأفعالهم.. ولكنها آثرت فيهم.. وأصبحا يُشبهان إلى حد كبير نسخة أسوأ من والديهما.. ويكفي ذلك القرار العبثي الذي آتخذاه ليكون دليلاً على ذلك.

تسرد رواية "أربطة" تاريخ علاقة زوجين كانا يعتقدان أنهما سيكونا معاً إلى الأبد.. ولكن تقلبات الحياة وتغير أولويات الأربطة التي يُريد المرء ربط نفسه بها كانا سبباً لإفساد العلاقة بل وإفساد البذرة الصالحة التي أنتجتها علاقتهم –وأقصد بذلك أولادهم-، فعلى الرغم من عدد صفحات الرواية القليل -200 صفحة- ولكن تمكن الكاتب من إيصال تاريخ تلك العلاقة تفصيلياً بسرد دقيق وفي نفس الوقت ليس مُطولاً.. تلك العلاقة التي دُمرت لأن الزوج لا يؤمن بالحُب الأبدي وأنه لا بُد أن يكون حراً دائماً.. ويكون له حرية اختيار ترك أسرته حتى دون أن يُعاتبه أحد! حتى زوجته!.. يهجرها ويهجر أولاده ويعيش مع شابة حسناء صغيرة السن.. ومن أجل ماذا؟ من أجل الإبداع! أي إبداع يُكلف هذا الثمن يا "آلدو"؟ وكيف يُمكن إعتبار ترك الأسرة والهرب حُرية؟ أين حق أولادك عليك؟ ومسئوليتك.. بالطبع هذه أهم كلمة.. فهو كما ترى لا يعلم معنى المسئولية أبداً.

أعجبني تمسك "فاندا" بزوجها حتى النهاية.. رغم أني كُنت أتمنى أن تتجاوزه.. أو أن يجدا حلاً أكثر سعادة لكلا الطرفين.. لكن ذلك لم يحدث.. لأن هذه هي الماسأة! يعيشا معاً من أجل الأولاد.. وبعدما رحل الأولاد.. من أجل الضرورة! وأنه لا شيء أخر مُمكناً.

ختاماً..

حتى لا أسهب في تفاصيل الرواية..

نجح "دومينيكو ستارنونه" في جذب إنتباهي طوال أحداث الرواية.. وإيصال أفكاره بوضوح ضمن قصة عن أسرة تحطمت بسبب أنانية الأب.. وتهربه من مسئولياته.. أثارت الرواية بداخلي الكثير من الأفكار.. ذكرت بعضها وبعضها أغفلته وسأحتفظ به لنفسي..

يُنصح بها.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق