أبناء حورة المستقبل بعيون ألف ليلة و ليلة.
تأخذنا الرحلة مع عالم غريب خلافته أزمة كورونا ، عالم حُرم فيه التصوير بكل أشكاله فالمرض ينتقل عبر الصور ، كما تعرضت فيه الطيور لمذابح جماعية فهي أيضاً تنقل المرض ، عالم صاغه هوس المرض و شبح الخوف من الموت .... و عندما هدأت الأحوال و ترك الإنسان الشوارع استعادت الأرض عافيتها و استعادت أيضاً الحشرات و الحيوانات عافيتها و لكن بشكل مبالغ فيه فظهرت الكثير من الكائنات العملاقه ، كما ظهرت حورة أنثى بجسد طائر عملاق وضعت بيضها في أربع بلدان بشمال افريقيا مصر ، تونس ، المغرب ، و دولة اللاجئين ليخرج من ذلك البيض عمالقه بجسد إنسان و رؤوس طير يحكمون البلاد بطريقة عجيبة تقوم على العدل الذاتي حيث يلقى كل مواطن جزاء فعلته حاضرًا أمام عينيه !!!
( سنحكمكم سبع سنين بالعدل إذا عدلتم ، و بالفضل إذا تفضلتم ، و بالظلم إذا ظلمتم فما نحن إلا انعكاس لأفكاركم و سلوككم )
ندخل معهم عالم الحكايات و نري العجائب كما جاء في كتاب تاريخ العمالقة الذي كتبه حليم الخردواتي و نبيل السماك و الذي كان تسجيلاً للماضي و ما هو آت ، و نسمع الحكايات من غلاب الحكاء و ابنه رماح ، فقد ماتت حورة و مات ابناؤها الأربعة عشر و لم يتبقي من نسلهم سوي فتاة تدعي حور تسكن في دولة اللاجئين و يحبها ابن عمتها نور.
لتتغير الأحوال بعد موت العمالقة و يلف الزمان و يدور و تظهر الراصدة و صاحبها سيد الحكايات طاكين الذي جاء من الشمال لُينسي الناس الحكايات ، ليمحو القديم و يكتب كل الحكايات بأسمه بعد ان مُنح دواء الخلود ، فإحكام السيطرة يتطلب محو التاريخ من العقول.
فكيف كانت دولة العمالقة؟ و هل سينجح طاكين في محو التاريخ؟
( القصة إذا أختفت من الوجود صار الناس بلا قصة ، و الناس الذين لا قصة لهم لا قوة و لا وجود لهم )
فانتازيا ساحرة مليئة بالشخصيات العجيبة و الأحداث الغريبة ، قصص الحب و نفحات التصوف ، المغامرات و الحروب .... و الكثير من الرسائل التي تحتاج للتفكر بما تحمله من إسقاطات تمس واقعنا المعاصر.
عمل متميز ملئ بالإبهار أرشحه بقوة للقراءة.