صالة اورفانيللي > مراجعات رواية صالة اورفانيللي > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

صالة اورفانيللي - أشرف العشماوي
تحميل الكتاب

صالة اورفانيللي

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

"يُراودني شعور غريب بأنني مثل عربة يصعد إليها وينزل منها من يشاء، أريد شخصاً واحداً يُبادلني الثقة التي أعطيها للناس، شخصاً يجلس إلى جواري حتى نهاية الرحلة، يمنحني الطمأنينة ولا يجعلني أخشى تركه لي وحدي فجأة."

رواية "صالة أورفانيللي" هي أحدث أعمال الكاتب المصري "أشرف العشماوي" وهي رابع عمل اقرأه للكاتب.. بعد تجربتين جيدتين للغاية في "سيدة الزمالك" و"بيت القبطية" وتجربة أقل من جيدة في "زمن الضباع".. فهل أعادت لي الذكريات الجميلة مع التجربتين الجيدتين؟

للإجابة عن هذا السؤال اختصاراً سأقول: نعم ولا..

وللإجابة المُفصلة دعنا نخوض في تفاصيل الرواية.

الرواية مُقسمة لثلاثة أجزاء كُل جزء يرويه شخص مُختلف:

الجزء الأول: يرويه "أورفانيللي إستيفان" اليهودي المصري.

الجزء الثاني: يرويه "منصور التركي" صديق "أورفانيللي"

الجزء الثالث: يرويه "أورفانيللي منصور (سنيور)" وهو ابن "أورفانيللي إستيفان" وتربى على يد "منصور التركي".

تأخذنا الرواية لعالم المزادات.. عالم مليء بالتحف والتماثيل والأنتيكات التي يُزايد عليها الأغنياء ليقتنوها.. تخيل يا عزيزي أن قلم تافه لا قيمة له غير أن الملك فاروق وقع به وثيقة ما، أو كأساً شرب فيها الملك نبيذاً فاخراً قد تُباع بمبلغ قد يجعلك تعيش حياتك بأكملها هانئاً ولا حتى تقلق بشأن ارتفاع سعر أي شيء.. ينسج "منصور التركي" الحكايات عن تُحفه وأغراضه.. ويصدقها المُغفلون فيشتروا القطعة بأموال طائلة.. في حين أن القطعة قد تكون مُزيفة حتى أو في أحسن الأحوال لا تستحق ربع الثمن الذي دفعوه.. ولكنه الجشع الإنساني والسعي إلى التفاخر الزائف أمام الآخرين.. أن تُعطي لنفسك أهمية أنك اقتنصت قطعة لمسها بشري غيرك فأعطاها قيمة ما! ويحسب للكاتب هُنا أنه تعمق في هذا العالم حتى وصل قاعه.. عرفنا كيفية تزوير القطع لتُصبح كالقطع الأصلية.. عرفنا كيف تُدار المزادات.. نقلنا الكاتب إلى هذا العالم بحذافيره.. ستصبح خبيراً بعدها في المزادات.

وكالعادة ينقلنا الكاتب "أشرف العشماوي" إلى تلك الحقبة الزمنية الملكية وملعبه الأثير في الحديث عن شخصيات المُجتمع في الفترة الملكية وما تلاها من تحولات في المجتمع.. سياسية واقتصادية واجتماعية وفكرية بالطبع.. فيرسم لنا حكايات عن الجشع والخسة والنذالة.. حكايات تفوح برائحة الدم والكره والبُغض.. إلى أي حد قد يتمادى الإنسان لينال الأموال والمناصب؟ أن يكون قاتلاً قواداً؟ أن يكون قلبه خالياً من الرحمة والإنسانية؟ إلى أي مدى يُمكن أن يصل بنا الجشع؟

في الثلاث حكايات الرئيسية التي تُمثل حكاية واحدة رئيسية وهو الصراع على ملكية "صالة أورفانيللي" شعرت أن الصالة تُمثل مصر.. كُلهم يتكالبون عليها.. كُلهم يريدون الصالة لهم وحدهم؟ وكأنها صالة والدهم يا أخي! الكل يطمع ليس في قطعة من التورتة! ولكن، الكل يطمع في التورتة بأكملها.. الغرور يجعل الإنسان يعتقد أنه قد يتحايل على القدر! ولكن القدر مهما هربت منه وتملصت.. مهما حاولت رشوته وتجنبه.. مهما حاولت كسب وده.. ستُصيبك سهومه.. ولن تفلت منها أبداً.

كُل تلك الحكايات هي ما جعلتني أجيب على السؤال بالأعلى بـ"نعم".. فكرة رص الحكايات بالترتيب التالي: الأول ثم الثالث ثم الخامس ثم نحكي الثاني والرابع لنفهم الحكاية كاملة.. مثل ما حدث معي في رواية "سيدة الزمالك".. ولكن الحكاية هُنا تخللها العديد من الهفوات.

الجزء الأول كان مُمتع وهناك حدث مُعين سيجعلك تطير في قراءته.. ولكن الجزء الثاني كان مُثيراً للملل.. أحداثه كُلها عن الشك والخطابات ولم يكن على قدر متعة الجزء الأول.. حتى يصدمنا الجزء الثالث بأن بعض الفجوات لن تُسد.. ستظل عالقة حائرة.. لن نعرف نهايتها.. فكرة ظهور شخص من العدم لا أحبذها ولكني أستطيع بلعها هُنا.. بلعها فقط وليس التمتع بمذاقها!

ولكني لا أنكر أن الرواية ستكون فيلماً جيداً.. أعتقد أنها كُتبت لتكون كذلك.. فيلم مشوق وسيكون رائعاً لو حاولنا أن نسد بعض الفجوات التي تركها النص الأصلي عالقة.. مع صبغ الفيلم بروح الرواية.. وهو أن الجشع بمجرد أن يتملكك وتقتل من أجله ستظل تشك في جميع من حولك.. اللحظات المحمومة التي كان يعيشها أبطال الرواية بسبب شكهم أحالت حياتهم جحيماً.. كادوا أن يشكوا في أنفسهم من فرط الشعور بالذنب، وتلوث أيديهم بالدماء.. صحيح أن أغلب الشخصيات نالت جزائها.. ولكن لا تنسى أن العجلة ستظل تدور.. وستظل موجودة.. وهُناك دائماً من يسعى لأن يبيع نفسه لأول شعور بالجشع يُقابله.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق