خلال لحظة واحدة يمكن أن يحدث الكثير، واحداث مختلفة يمكن أن تلتف حول مكان واحد ليصبح جوهرها... و ما الغريب إذ حتي الخيال قد استحال حقيقة...
يتملك الذنب من "أوريجا" الصغير دون أن يدرك ما اعتراه لعبة طفولية انقلبت لمأساه و ما أشدها وطأه حين تقع علي أقرب الناس لنا، ما أشدها حين تأتي من أعضائنا تلك التي خذلت صاحبها و عزفت عن النمو حتي تضمن بذلك أبدية بقائها بينما "نود" قد تعلقت بشبح مرآتها هذا الذي أصبح حضوره اقوي من وجودها و "بلياردو" ثالثهم المصاب _ان صح القول_ بما يشبه الأكتناز القهري و لكن بطريقة أكثر تبجحا و أقل تعلقا، طأطأة رأسه الدائمة جعلته يلاحظ ما لا يلتفت له الآخرون و بجسارة محارب يدافع هذا اللص عما في يده و كأنه ملكه منذ أن خلق ولكن لعلها رغبة في تعويض ما لم يتمكن من حمايته ... لعلها رغبة في حماية ما تبقي من ذاته لنفسه ،
و اخيرا تأتي "المسز"... تلك الكائن الذي يتحدي المعقول ، يتخطي الزمن و يخترق العقول...المديرة الفنية ل"جاليري شغل كايرو / ساحة فنون المدينة" ....
أزمنة متعاقبة كونت ما ندعوه الآن بالحياه، رغم المواقف التي تطرأ تظل هي في حالة استمرار فذاكرة الأماكن هي ما تحافظ علي بقائنا فمهما تفاقمت الأمور و ملأ الرعب ثنايانا فما الخوف الحقيقي الا "كل ما يختبئ في كل ما تراه يوميا بوصفه حياه " ...و ما الحياة إلا صورة ، مجسم تخيلناه فحملناه و صدقناه فصار الواقع و ما فيه ثم عشناه.
رواية تشرح ما في الخلد من أفكار و تجدها تصف المشاعر بحرفيه معالج نفسي متمرس يتقن قراءة الفؤاد .