لوليتا > مراجعات رواية لوليتا > مراجعة Raeda Niroukh

لوليتا - فلاديمير نابوكوف, خالد الجبيلي
أبلغوني عند توفره

لوليتا

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.6
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

لوليتا

فلاديمير بانكوف

التقييم ٣من٥

بيدوفيليا شرقنا الشرعية!

ضحكة خبيثة..و غمزة من طرف خفي .. هي ما قد يقابلك احدهم به اذا ما رآك تقرأ لوليتا .. اخرون قد يستغفرون الله من ذاك الفجور الذي تضج به صفحاتها_مع انهم لم يقرؤوا منها و لو صفحة واحدة !

.. فيما آخر قد يسألك : لماذا تقرأ لوليتا!

تلك الرواية التي أثارت ضجة عالمية في اقتحامها لأهوال ( البيدوفيليا) ( مرض اشتهاء الاطفال ) و كأن تجاهل طرح مثل هذه المواضيع يعني انتفائها من حياة البشرية !!

كالنعامة التي تصر على دفن وجهها في التراب ، أنكرت مجتمعات عدة و منها فرنسا تداول هذه الرواية بل و سحبتها من الاسواق و لكن تداركت الموقف بعد سنتين من المنع الذي ساهم في تضخيم دعاية كبرى للرواية ، فأفضل وسيلة لترويج عمل ادبي هي ان تمنع تداوله!

فأمست لوليتا أشهر روايات الجيب في أمريكا و العالم!

همبرت همبرت الرجل الذي تجاوز الأربعين من العمر يقع في عشق طفلة في الثانية عشرة من عمرها ، عشق شبقي جنسي، ينبئ عن شخصية مضطربة نفسيا، لا تعشق سوى ما اطلق عليهن ( الحوريات) و هن الطفلات من عمر التاسعة الى الرابعة عشرة فأي نفسية قميئة تلك التي لا تجد لذتها الا في أجساد الفتيات الصغيرات و تنفر منهن اذا أصبحن بعمر الثامنة عشر ؟؟ و التي تثير خيالاتها المحمومة مراقبة طفلة تلعب في حديقة عامة ، او ترصد صغيرة تلهو مع رفيقتها في طريق عودتها من المدرسة؟!

هل يمكننا القول: ان شخصية همبرت لها ما يبرر تصرفاتها بالعودة الى طفولته و علاقته مع صديقته أنابيل ، التي لم تكتمل لان رجلين اقتحما عليهما خلوتهما ؟؟

هل ينجح التحليل النفسي الفرويدي في تفسير سلوكه الشاذ ؟

فيما يبدو ان شخصية همبرت كانت مدركة لحيل علماء النفس في نبش أغوار اللاوعي و العقل الباطن و ما الى ذاك ، فهو يسخر حينا من تأويلاتهم التي تعزي ميوله الشاذة الى تجربته الطفولية التي لم تكتمل مع أنابيل ، و لكن كم من التجارب الجنسية لدى اطفال اخرين مثل همبرت لم تكتمل ، فهل هذا يبرر انحرافهم السلوكي الشاذ ؟

لنا ان نسأل : هل كان همبرت مدركا لغرابة ميوله الجنسية ؟ و ان كان مدركا فلماذا لم يحاول علاجها؟

فيما يبدو ان همبرت كان ناقما على كل القيود و القوانين و السلطة التي يخضع لها البشر ففي اخر الرواية يقود سيارته في الاتجاه المعاكس لحركة السير في تحدٍ واضح و جلي للقوانين ! ، كانت تصرفاته انعكاسا لاستخفافه بكل القيم الدينية و المجتمعية ، و كان يتمتع بما يسمى في علم النفس ب( الاستبصار) بحالته النفسية و يدرك شذوذ مسلكه.. فهو يصف في اكثر من موضع في الرواية ان ميوله شاذة و مقززة .. لكنه لم يحاول كبحها او اعادة تأهيلها بل كان يتحدى القيم الاخلاقية و يصر على اقتناص متعته باي طريقة كانت فلم يكن زواجه من ( شارلوت) والدة الا ليحظى بالقرب من لوليتا بشكل اكبر!

( انانية) شخصيته لا تحفل بما قد يعانيه الآخرون جراء شذوذه .شخصية تعاني بما يسمى في علم النفس ( اضطرابات العداء للمجتمع ) ذاك العداء الذي يمنحها القدرة على تحدي قوانينه و التخلص من تبعية الشعور بالذنب او مراعاة مشاعر الاخرين ..حيث أباحت له رغبته بالطفلة لوليتا ان يضاجعها غير آبه بما قد يحل بها لاحقا ! للاسف البعض يلقي باللائمة على لوليتا و يقولون انها كانت ( جنية) مستغلة لحاجة همبرت لجسدها و كانت تقاضيه مالا مقابل قبلة او لمسة .. فهل يمكننا فعلا ان نلوم ( طفلة) في الثالثة عشرة من عمرها ؟!و هل مغامراتها الجنسية العديدة تعني انها أصبحت بمثل هذا العمر مسؤولة عن تصرفاتها؟!

ماذا عن النمو الانفعالي و النفسي و العقلي لها ؟ هل يمكننا ان نتجاهل كل تلك الامور و نحاسبها كما نحاسب رجلا في الأربعين من عمره !؟

لوليتا كانت ضحية بكل المقاييس ، حتى و هي تمارس غواياتها للايقاع بمن حولها كانت ضحية، ضحية ابن مديرة المخيم الصيفي الذي كان يمارس فحولته على فتيات المخيم .. ضحية انفتاحها قبل أوانها على عالم العلاقات الجنسية و انعدام توجيه يلائم شغفها لاكتشاف أسراره ..

لوليتا كانت تمثل .. في قبلاتها و معانقاتها لهمبرت كانت تمثل ، حياتها معه كانت مسرحية طويلة الفصول.. يلعب هو امام الجمهور دور الأب الحنون فيما تمثل هي دور الابنة السوقية .. فيما يسدل الستار ينقلب همبرت الى عاشق شبق و هي معشوقته الأثيرة السمراء ..

لم تكن مصادفة ان يكون اسم النزل الذي أقامت فيه مع همبرت اول علاقة جنسية ( نزل الصيادين المسحورين)

و يكون هذا الاسم هو اسم المسرحية التي شاركت في التدريب عليها و من ثم الهرب مع كاتبها العجوز كيلي .. الذي وقعت في عشقه؛ حتى اكتشفت انه يود استغلالها لتمثل في مسرحيات اباحية .. فما كان العجوزان همبرت وكيلي سوى( صيادين) للفتيات الصغيرات يمارسان سحرهما عليهن... حتى قادت الغيرة همبرت ليقتل كيلي بعد ان علم بانه هو من هربت معه لوليتا و تركته لعذاباته..

ان كان هناك ما أودّ قوله ، فهو ان همبرت كان مدركا لهول ما يقوم به، و كان متيقنا من الرفض المجتمعي لعلاقة تجمع فتاة في الثالثة عشر من عمرها مع رجل أربعيني ، لكن ماذا عن مجتمعاتنا ، و انتشار زواج القاصرات ؟ و عن أولئك العجائز الذين يودون تجديد حياتهم العجفاء بجسد فتاة نضرة في الرابعة عشر من عمرها ، و يباركها توقيع مأذون شرعي . .. يمنح شرعية لعلاقة هي أشبه بالاغتصاب فقط لانها مدونة في وثيقة زواج!!

#رائدة_نيروخ

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق