في قلبي أنثى عبرية > مراجعات رواية في قلبي أنثى عبرية > مراجعة Raeda Niroukh

في قلبي أنثى عبرية - خولة حمدي
تحميل الكتاب

في قلبي أنثى عبرية

تأليف (تأليف) 4.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
1

في قلبي أنثى

لم أتوقف أبدا عن مراقصة حاجبي، لأزيد خطا جديدا بينهما ...شفتاي اللتان زممتهما للجهة اليمنى ...حدقتا عيني وقد جحظتا دهشة .... ضحكات انفلتت رغما عني ،جعلت النسوة في العيادة يلتفتن الي، وانا اقضي ساعات الانتظار بين صفحات ( في قلبي أنثى عبرية) ،كان مشهدا كاركتيريا مجانيا،ساهمت الأحداث الهيلودية والبولودية للقصة في رسم ملامحه، تلك لغة الجسد التي خططت بهاأولى اسطر النقد لذاك العمل الأدبي

منذ مدة طويلة وانا اتصفح المواقع الأدبية ،وهي تلهج حمدا وانبهارا بها ،قررت ان تكون احدى المحطات التي ألقي بها رحلي وبدات بالقراءة

أرجعتني الأحداث الى عمر ١٢ ( وهو العمر المناسب لها)

تذكرت رواية مغمورة وجدتها في مكتبة احد أقاربي ..(رواية إصلاح) ان لم تخني الذاكرة ...أعجبت حينها بمجريات القصة، وكيف تغلبت البطلة على العراقيل، وتمسكت بدينها في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي ،لم اجد صعوبة في تقبلها؛ ولتترافق مع سماع الاشرطة التسجيلية لشيوخ تلك المرحلة، وخاصة لقصة شاب اسمه احمد، وقع في الرذيلة وقرر التوبة ووافته المنية (كعادة القصص التي يرويها كثير من المشايخ لابد ان يكون الموت المحرك الرئيس للأحداث ليتوب اخر ..لا يهم الشكل الذي جاء به، وان كان الموت بحوادث السير يتصدر المشهد ،بما ان اغلب المشايخ من منطقة الخليج العربي، حيث الطرقات وحوادثها منجل الموت الامضى نصلا!

لم يختلف المشهد كثيرا في رواية أخذت حجما اكبر مما تستحق بمراحل ( في قلبي أنثى عبرية)

أحداث كثيرة مصطنعة بسطحية ساذجة ، مصوغة بلغة ركيكة جدا ؛ وحوارات بين ابطالها تُعيدك الى السينما المصرية ايام الأبيض والاسود، وتذكرك بشادية وَعَبَد الحليم حافظ ..... لغة الرواية استفزتني جدا ؛ في بعض الصفحات بت أشك أني اقرأ قصة من احد كتب أطفالي، وخاصة عندما قررت ام ندى استخدام ريما في الاعمال المنزلية ،نمطية المشهد زاد من ابتذاله لغة الحوار السمجة ، وطلبات سونيا التي عبرت عنها الكاتبة بأسلوب طفولي !

الرواية تفتقر بشكل سافر الى تقنيات الكتابة السردية، الى جانب افتقارها الى لغة جمالية تناسب العصر؛ من غير ابتذال إنشائي ولاتفريط بمباشرية لغوية، همها تقيؤ احداث ومجريات القصة؛ ففكرة النظم الأدبي عند الجرجاني تولي أهمية لأسلوب المؤلف في سبك لغته وجمله وعقد نظم بين مفردات اللغة ،كما ينتظم اللؤلؤ في عقد، فالأفكار في نظره مطروحة في الطريق ،يعرفها البادي والغادي ( وان اختلف معه قليلا) وإنما الفكرة والابداع يتجلى في صياغتها..

فسمو فكرة الرواية او هدفها الأعلى ،لا يشفع لها وحدها لتتصدر المشهد او نحكم عليها بالنبوغ ،ما لم تكن لغتها على ذات التفوق الفني ( وهنا لا نقصد لغة منفلوطية او جبرانية،فنجيب محفوظ في العديد من رواياته وظف اللهجة العامية المصرية؛ لتخدم البناء الروائي وتتناسب مع شخصيات قصته؛ لتكون اكثر مصداقية، فليس من المقبول ان يجعل الفصحى تنطلق على لسان احد فتوات حارة مصر في ثلاثيته

على صعيد التشكيل السردي :

جاء بناء الرواية متهالكا متصدع الأركان ؛تارة نجد الاضواء وقد سلطت على ما يجري في لبنان، وتارة وبعد مئات من الصفحات الالكترونية ( وهي النسخة التي قراتها)اجدها تعاود الحديث عن جاكوب؛ تقنية التنقل في زمكانية الأحداث ( الزمان والمكان)لم توفق بها أبدا، على خلاف ما وجد القارئ لرواية قواعد العشق الأربعون ،حيث تنقلت الكاتبة بين أزمنة وعصور وعقائد شتى بسلالة ودراية ؛لا كما وجدت في روايتنا هذه ،حيث فجأة يبدو ان الكاتبة تذكرت شخصية تانيا او سالم وجاكوب !

لو انتقلنا للحديث عن الشخصيات ؛

ففكرة البطل الأوحد قد استحوذت على البناء الروائي ،يبدو الهوس العربي بفكرة القائد الأوحد قد أخذت طريقها للرواية

،شخصية ندى المحورية الساحرة بشكل ساخر ،جعلت منها شخصية ديكتاتورية بالمفهوم الفني فهي محور القصة وكل يجري في فلكها،

هذه المحورية جعلت الكاتبة تقع في شرك التناقض والاختلال في هندسة بناء شخصيات روايتها؛

احمد الذي أوشك ان يفسخ خطبته بعد ان رأى ضعف ندى النفسي بعد موت ريما هو نفسه الذي أصيب بصدمة نفسية، قادته لفقدان الذاكرة ،بعد ان ظن مجرد ظن ان صديقه حسان يهيم عشقا بندى الشخصية المحورية ! فأي اعتلال في بنية الشخصية !

حالات الصراع والتجاذبات النفسية كانت سطحية، وأحيانا تطرح بلغة طبيب نفسي يشرح في محاضرة لطلابه !

الرواية بوق دعوي ولي تحفظات تحتاج للكثير من الشرح على الأفكار التي وردت فيها،

وخاصة في الحوارات التي كانت بين ندى وجاكوب او سارا عن الحجاب ،و بعض الشبهات حول الاسلام ، كانت الاجابات ساذجة جدا ومبتذلة ولو كانت الشخصيات كما تصفها الكاتبة، وخاصة شخصية سارا النابغة؛ لامكنها المجادلة والمناقشة،

دون ان يكون انقيادها وتبدلها العقائدي بهذه البساطة المفرطة!

يا ترى ان اجريت نقاشا واحدا مع العاملة المنزلية الكينية في بيتنا هل ستعتنق الاسلام ؛وتجعل من حبيبها اليهودي الذي يدرس في فلسطين ( اسرائيل كما تصر على تسميتها ) مسلما!؟

ولماذا لم تسلم صديقاتي ومعلمتي في الثانوية ؛مع أني في فترة ما كنت أقوم بدور ندى؟!

اللمسةالانسانية في الرواية، جاءت مغلفة بطابع الحرص على ادخال الاخر في الاسلام ،يموت الأخ والأب ميشيل وجورج ليس بالأمر الجلل) ولكن بما أنهم على غير الملة فتلك الكارثة!!

ببساطة لم تعجبني الرواية على الصعيد الإنساني و الفكري و الفني !

لست من ممن تستهويهن المشاهد المستهلكة للأحداث

،فالقراءة الأدبية والتفاعلية، تتطلب من الكاتب ان ( يكسر حاجز التوقع) ؛ليعمل القارئ مستويات للقراءة التأويلية بما تسمح به معطيات اللغة ،وهو ما لم المسه.

ما خرجت به ان الذائقة الفنية للذوق العام تحتاج لوقفة ... وللناس فيما يقرؤون مذاهب

😉

رائدة نيروخ

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق