ماكيت القاهرة > مراجعات رواية ماكيت القاهرة > مراجعة Mohamed Osama

ماكيت القاهرة - طارق إمام
تحميل الكتاب

ماكيت القاهرة

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

#إعادة_صياغة_رأي

"ماكيت القاهرة....صنع الصورة وظلها"

عاصر معظمنا الضجة والجلبة التي أحدثتها تلك الرواية، والتي منها ما يستحق الوقوف عنده ومنها ما يطير هباءً من ابتعاده عن المنطق بالإضافة إلى سذاجة طرحه، ولا أخفي عليكم -كما كان شعور المعظم- أنني أجهدت في قراءة العمل والوصول لنهايته بصعوبة، والسبب معروف هو وجود كم من الأفكار والأطروحات والنظريات على حساب الحبكة في مواضع عدة، وذلك شتت القارئ أو بالأحرى استنزف عقله بين فهم فلسفة الكاتب وتسلسل الأحداث.

- غير أن بعد قراءة جزء من رواية هدوء القتلة لنفس المؤلف، تأكد في ظني"ومن الممكن أن ذلك لا جديد فيه" عن رغبة الكاتب في تركيب كل هذه الفلسفات "مع خطوط الشخصيات " كماكيت آخر للمدينة يصلح لأن يكون ظل القاهرة الذي بغيره تصير بلا معنى، لنشرح أكثر.

-عالم أصله تائه

يرى الكاتب من خلال حديث شخصية "المسز" عن اتحاد الأصل مع الصورة ليصير توأمه، وربما تكتسب الصورة ذلك المسمى فيكون لا قيمة له أصلا، وذلك موجود ومرئي في الواقع من هواة المحاكاة أو استسهال الناس لرسم صورة واحدة "من شكل العمارات والمدن إلى رصة منتج في سوبر ماركت" فتتلاشى الفروق باعتياد الصورة فينتهي الأمر لنسيان المشهد كله، ولذلك فيعتبر أي شكل مخالف شاذا تلتقطه العين قبل أن يستوعبه العقل.

- ولو تأملنا قليلا لقول الكاتب أن المصممين غالبا ما يقعون للوهلة الأولى بين صنع يديهم وبين المقلد، وذلك "سبب أرجحه ربما يكون بديهي" وضع الفنان أو الكاتب جزءًا من روحه ومشاعره واختلاجه في قالب الشكل، ولذلك لو أتقن المقلد ولو قطعة صغيرة من التصميم ذاته بمواد رخيصة، فإن العين كفيلة بخداع عقل المصمم الأصلي باندفاع المشاعر والاختلاجات فيعجز، قبل أن يتجه للحيل واستخدام باقي الحواس، ومنها غالبا نرى القول المأثور "ليس كل ما يلمع ذهبا" نتيجة خداع الصورة بالمثل، ومن هنا تتغير بعض الرتوش في جهة أو أخرى بمرور الوقت وبفعل التجديد ومقتضى الزمن، فتتعدد الصور وبما أنها في مقام الأصل يصير التيه بين كل هذه الأشياء.

-- مليون في واحد "تكثيف الواقع"

بالانتقال من الفكرة السابقة، يصل الكاتب بشخصية "أوريجا" لمعضلة المحاكاة، فأمام سلسلة متكررة من المواد والصور يقع في حيرة نقل الصورة كيفما هي بتكرارها وتوهانها وصراعها لتحل محل الأصل، أو اختزالها بشيء واحد يحمل نفس الصفة، وحسبما أشار الكاتب في رواية هدوء القت.لة عن مقارنة بين رغبة بطل القصة في صنع شيئا مميزا وبين رغبة العامة في الرتابة حتى في الشوارع وتناسقها.

-ونتيجة ذلك اتفاقه مع رؤية المؤرخين في الإلمام السريع بالحالة العامة دون الدخول لتفاصيل، أو الحاجة إليها أصلا لأن الجميع يحملون نفس الصفة، فيصير التعبير الواحد والمعاناة الواحدة والبهجة كذلك تصلح لعدد لا يحصى، وهنا نجد أنفسنا أمام نفس السؤال بصيغة مختلفة "أيهما مشاعرة صافية نقية"

--من يحرك من؟! ثلاثة مرايا

بالنظر للإطار الزمني بين الشخصيات الثلاثة "أوريجا- نود - بلياردو" يخطر في بالي رواية "أخيلة الظل" للأستاذة "منصورة عز الدين " في كونها صنعت شيئا شبيها ترسم فيه شخصيتي الرواية عوالم بعضهما البعض، فيتحد الخيال والواقع ولا نعرف من يحرك الآخر.

-وبالمثل تراها في شخصياتنا الثلاثة "مع اختلاف طبيعة الروايتين" ولكن بطريقة مختلفة، حيث يصبح الماضي والحاضر والمستقبل مرايا تشكل كل واحدة الأخرى بدون ترتيب، ومنها يدور شكل الأحداث ويعاد ترتيبها، وتعتبر منفذا للعبور نحو نظرية التخييل، والنقل المتفرد لأحداث وقعت وانتهت، وحتى في اللغة والصمت كذلك

-وربما مشهد القلم والممحاة هو خير تعبير عن تلك الحالة، فيوضح الكاتب أن التغيير مهما كان لا يقدر على محو سابقه، وإلا لما رأينا نفس الشخصيات كالمسز مثلا وتبدلها من وجه لآخر دون أن يغير من سلطتها ومهابتها، وإن خلينا المستقبل بعيدا فهو تفكير لتغيير النفس وأطلال ذواتها السابقة

-- طرائف جدية

- لوحظ طبعا استخدام بعض الأسماء الفكاهية لعلماء وكتب "كهيلاري خميس أو منسي عجرم أو ليونيل مرسي" وبناء نظريات الكاتب بلسانها، ويقصد من ذلك في رأيي وضع احتمالين، إما أن الكاتب يفترض أن بعض الأشياء مبني على أساس الملهاة والحياة قائمة على التوازن بين الجد والهزل، أو أن الكاتب يقصد أن الأشياء تمنح القيمة لصاحبها.

-من نظرة الكاتب عن حديث العامة للقصر " جاليري شغل كايرو " في مشهد واحد لخص الأزمة بين التاريخ والحداثة وكون المعظم بعيد عن ذلك كله، ولا يهمه تغير الجوهر ما دام المظهر موجود وما دام بعيدا عنه "بإشارة للمستعمرين القدامى مثلا"، وإن ذكر شيئا من تغير أو تبدل يقول ببساطة "مهي خواجاية زيها ...الدم بيحن برده

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق