يوميات طائر الزنبرك 3 > مراجعات رواية يوميات طائر الزنبرك 3 > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

يوميات طائر الزنبرك 3 - هاروكي موراكامي, أحمد حسن المعيني
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

"أشعر كما لو أن كُل حركة من حركاتي تتحكم بها ذراع طويلة تمتد من مكان بعيد، وأن حياتي ليست أكثر من معبر تمر من خلاله تلك الأشياء."

تتمة أحداث طائر الزنبرك ويومياته، في أول جزأين كنت قد ذكرت مثلث سيطر على الأحداث -من رؤيتي للأحداث وقتها-، ذلك المثلث يحتوي أضلاعه على الألم والعلاقات والوحدة. رُبما استطيع القول أن الجزء الثالث يحتوي على ثلاثية أخرى من نوع آخر، فنحن على موعد مع مثلث أضلاعه تتكون من: السياسة، والتاريخ الحربي، والغموض.

السياسة لم يُفرد لها جزء كبير في الأحداث، ولكنك تستطيع أن ترى تأثيرها من خلال شخصية "نوبورو واتايا" وتدخلاته السافرة والعنيفة، وكيف كانت تُقلب الشخصيات، وتدفعهم إلى الأمام في الأحداث، من "كوميكو"، حتى "قرفة"، و"جوزة الطيب"، وغيرهم. وصفته "كوميكو" في أحد المرات أنه انتهكها، ولكن ليس جسدياً، فهو لديه تلك الطريقة التي ينتهك به بطريقة أكثر وطأة من الانتهاك الجسدي، هو يتغلغل بداخل روحك، لا تستطيع الفكاك منه، ولا تستطيع إلا أن تُنفذ ما يأمرك به، هو يتحكم بحبالك الخفية إلى تلك الدرجة.

أما الضلع الذي فُردت له أغلب الأحداث، كان التاريخ الحربي لليابان، وكُلما قرأت عنه، يتضح لي مدى العنف التي خاضته هذه البلد، سواء كان العُنف مُمارس عليها من السوفييت مثلاً، أم تُمارسه بنفسها على الصينيين مثلاً، وتلك المُغامرة التي خاضها "مامايا" في أحضان ذلك السجن بـ"سيبيريا"، والتي كانت من أفضل أوقات التشويق داخل الرواية.

أما الضلع الثالث والأخير فكما ذكرت هو الغموض. فُربما وضحت العديد من الأشياء في هذا الجزء، والنهاية تُشكل تصوراً مقبولاً عن الأحداث، وذلك العبث الذي فعله بنا "موراكامي" على مدار 980 صفحة، تخيلات رهيبة وشديدة التفرد، يُماهي الواقع والخيال، فيتمزجا سوياً، لا تكاد تعرف الفرق بينهم، لا بتقدم الأحداث ولا بنهايتها، هناك أحداث، لا استطيع أن أجزم إذا كانت حدثت في الخيال أم الواقع، ولكن "موراكامي" لا يفصل بينهما، هم تحت مُسمى واحد بالنسبة له، ألا وهو الحقيقة، هو يسرد الحقيقة سواء كانت خيالاً أم واقعاً، لا فارق. يسردها بحياد وشفافية، ولا منطقية أحياناً، ولكن من قال أن الحقيقة منطقية؟ هو يسرد الحقيقة مهما كان شكلها، ومهما كانت صفاتها المُتغيرة.

ختاماً،

لا أنكر أن هذا الجزء أقل من الجزأين السابقين، رُبما لأن الجانب التاريخي قد طغى على الأحداث، إلى الدرجة التي جعلت "هاروكي" يُلحق بالرواية مصادره، فذلك السرد إذاً لم يكن متخيلاً، هذا واقع يمتزج بحكايتنا المُتخيلة، ولكن في النهاية كُل ذلك هو الحقيقة.

ولكن وبرغم بطء الأحداث أحياناً، كُنت مستمتعاً بشكلاً ما، أقرأ ولست مُتأففاً من الملل، ولكن كان هناك جزء مني بدأ يشعر به، وعندما اقترب ذلك الجزء أن يكبر، سرع "هاروكي" الأحداث، ووصلنا إلى النهاية التي لا ازعم أني قد فهمت منها كُل شيء، ولكن من يفهم رواية كاملة لهاروكي؟ ذلك أقرب لعجائب الدنيا وأساطيرها.

يُنصح بالثلاثية بكل تأكيد.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق