١٠ دقائق و٣٨ ثانية في هذا العالم الغريب > مراجعات رواية ١٠ دقائق و٣٨ ثانية في هذا العالم الغريب > مراجعة Noor Shroukh

١٠ دقائق و٣٨ ثانية في هذا العالم الغريب - إليف  شافاق, محمد درويش
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

١٠ دقائق و٣٨ ثانية في هذا العالم الغريب...

هنا، حين بدأت اقرأ، كنت أريد أن أقول لحكّاءتي المفضلة: باااااس... خلاص... ستوب... زودتيها عزيزتي اليف...

لكنني حين تابعت القراءة وتعرفت على ليلى أكثر، أعدت حساباتي... خجلت من نفسي قليلاً...

حسناً...

لنعترف، كلنا لا نرغب برؤية الجانب القبيح من مجتمعاتنا. كلنا نرغب بتجاهل تلك الزوايا المظلمة التي تفوح بالقذارة ونتمنى ان تزول لوحدها، أو أن يتوب ساكنوها فجأة ويصبحوا أتقياء.

لكن هذا لا يحل المشاكل.

اولئك الذين يعتدون على الأطفال موجودون. وحين ينتهكون براءتهم، فما الذي يفعله الكبار؟ يكنسون الغيار تحت السجادة سريعاً. يرقعون الواجهة الظاهرة. ثم ينظر الجميع نحو الطفل الضحية: حسناً، أملنا معلّقٌ عليك. أنت لست بالغاً ولست مدركاً وعليك ان تنسى ما حدث لأنك طفلٌ ولا ذاكرة لديك.

ثم حين يكبر الطفل وتظهر نتائج الجراح التي اخيطت على انتانها، يلفظ المجتمع ذلك الانسان الذي ما زال ذلك الطفل بداخله جريحاً، متألماً.

هنا في هذه الرواية، جمعت اليف عدداً من اولئك الملفوظين. جعلتنا ننظر اليهم عن قرب، ونلقي نظرةً الى تاريخهم لنرى كيف لفظتهم اسطنبول بشكلٕ أو بآخر. اسطنبول التي تتشابه في هذه الناحية مع الكثير من مدننا.

كعادة اليف، جسدت الأوجه المختلفة لغضبها من اسطنبول في عدة شخصيات تتحدى السائد فيها. اليساري الثوري، ليلى فتاة الليل، زينب ١٢٢، المتصوفة مشوهة الجسد، صافية الطوية، جميلة السوداء، حميراء المغنية، سنان المضطرب الأهوج، ونالان، المتحولة.

قراءة غير سهلة. يقرأ الإنسان وهو يتمنى أن يغلق الكتاب ويقول بغضب: "كلا، نحن لسنا هكذا"!

لكن الواقع القبيح هو انني لست هكذا، واهلي ليسوا هكذا، وانت، عزيزي القارئ، لست هكذا...

لكن هناك الكثيريييييييين جداً ممن هم هكذا.

ولا حل لهذه المشكلة.

لا حل سوى ان يحتضن كلٌ منا اطفاله، ويربيهم ليكونوا اشخاصاً اسوياء.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق