بيت الشيخ حنا > مراجعات رواية بيت الشيخ حنا > مراجعة Mohamed Osama

بيت الشيخ حنا - مينا هاني
تحميل الكتاب

بيت الشيخ حنا

تأليف (تأليف) 3.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

متراوحين بين الحاضر ومآلات المستقبل، صنع الكاتب عوالم قصصه السبعة، وبنسيج متقن جاءت أفكارها موائمة لطبيعة الزمان ومتجانسة مع بيئتها وصارت أخيرًا لسان حال شخصياتها ومحور انفعالاتها بغير تشتيت إلا قليلًا.

"كنت ميتًا تمامًا من دونك يا حبيبتي، انثري الورد على شط النيل...فاليوم يوم أحيا"

من وجهة نظري أرى في القصص كلها -كوحدة واحدة- تجسيدًا للإنسان وما يقاسيه أثناء سيره مع أقداره، كما نراه جليًا في قصة " البر الغربي" -المستلهمة بعض الشيء من التراث المصري- في سخط بطل القصة الدائم على العالم، ورؤيته الباهتة لكونه واشتياقه لرؤية زرقة النيل، إلى أن ينتهي ذلك برؤيته لحبيبته، وللمفارقة كان موافقًا لأجله، فلم يجد المرء مقاومة أمام الموت حتى لا تتكدر اللحظة.

وبالإضافة لذلك فهي ترينا خلاصة الأمل مع المعاناة كما في قصة ثمن الخبز-المستلهمة من الحرب الأهلية السورية وبالتحديد أثناء سيطرة داعش- فيرسم لنا الكاتب أبطالها ويضع وصفًا لهيئتهم وأعمارهم وبعد ذلك يضع أفعالهم مخالفة أو تسابق أوصافهم بمراحل، وذلك له علة جيدة في رأيي، فوفق حكم الحروب تتغير الطبائع، وتتغير الأثمان أيضًا، فيكون ثمن الخبز دمًا، ويكون سد الرمق إسكات لقلب مدمى يائس.

ثم ننتقل إلى معاناة أخرى في قصة "جالا"، الإنسان مع عمره من جهة، ومع أمنياته المهدرة من جهة أخرى، وأمام هذا المزيج يتجلى أمامنا خطًا متعرجًا يكون فيه انسحاق الإنسان وقبوله- أو رضاه بمعنى أدق- لبعض التنازلات، ثم ثورته وغضبه على أشياء قد ترى بسيطة، ثم عقلانيته في بعض النقاشات مفرغًا فيها سخطه، يصلح تمامًا -لو نظرنا من ربوة عليه- إلى لعبة حية، عروسة ماريونيت بها بعض حياة تحاول بوهن صنع مصيرها بعيدًا عن لاعبها، فكان هذا الخط المتعرج.

"إنك ستعلم أن الذي تجري وراءه كان إلى جانبك، وأن الذي تجري منه ستتقابل مع في النهاية

ومن خلال سرد هادئ في قصة "الوهج ننتقل من فكرة الموت وصراع النجاة ثم فلسفة قيمة الأشياء والحياة والقدر، من خلال شخصية العالم آدم والعامة، وهنا نجد براعة للمؤلف في انتصاره للجهل في أول القصة ثم يضعنا في موقف لا غالب فيه ولا مغلوب أمام إحساس النجاة

"أنتِ خطيئتي المغفورة"

وباستلهام من قصة آدم والشجرة، نرى عرضًا جديدًا للغواية والطرد في قصة "بيت الشيخ حنا" ووصف جيد لطبيعة المكان ثم طبيعة النفوس وما فيها من فرق وطبقات -حسبما وصف الراوي لنساء الصعيد أو وصف منطفة قريبة من مصر الجديدة- يتجلى بها صراع بسيط ينتهي أن يلهم بطل القصة كلمات يقولها للتوبة بعد طرده، لكن لا يوجد ما يطمئنه فيغرق نادمًا بخطيئته.

والخلاصة، أرى من خلال إيقاع السرد وتنوع الرواة ومن خلال الحوار المتدرج بين الشخوص كما في قصة "صاحب أسماك الزينة" وقصة "بيت الشيخ حنا" عامل يؤازر للأفكار، وأيضًا في رسم بعض الشخصيات الثانوية كشخصية آدم في قصة البر الغربي، وشخصية العجوز في الوهج، صنع رابطًا مقويًا للشخصيات المحورية، فيما عدا بعض المشاهد الجريئة المسهبة قليلًا، رغم أن منها أدى غرضه كما في غواية الشهوة في بيت الشيخ حنا، وتداعي الذكريات في الصورة الشخصية ل2018 لكن من تفضيلي الشخصي أن يكون مقتصدًا، ولكن نحن أمام عمل جيد خفيف يستحق القراءة.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
3 تعليقات