الحالة الحرجة للمدعو "ك." > مراجعات رواية الحالة الحرجة للمدعو "ك." > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

الحالة الحرجة للمدعو "ك." - عزيز محمد
تحميل الكتاب

الحالة الحرجة للمدعو "ك."

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

"كيف للمرء أن يتحدث عن اللامبالاة أو الحرية، في حين أن شيئاً بضآلة ذرات الغبار يُمكن أن يقلب مصيره وإرادته وحركة أعضائه الداخلية؟"

لا أعتقد أن هُناك رواية أنهكتني نفسياً بهذا الشكل من قبل؟ من أين للكاتب بكل هذه الآلام لينزفها على ورق؟

تنقسم هذه الرواية لجزئين، الجزء الأول حول السيد "ك" وكيفية تعامله مع البشر وأهله وأصدقائه؟ ومن خلاله ستعلم أنه شخص مُختلف تماماً، عبثي سودواي.. والجزء الثاني وهو عبارة عن معاناة المدعو "ك" مع السرطان.

وإن كان الجزء الأول سودواي، فالجزء الثاني من الرواية سجعل روحك تنزف وتنزف وتنزف.

يتحدث "ك" بسخرية شديدة من كل شيء.. الحياة والعلاقات والعائلة والأصدقاء وكُل ذلك الزيف الذي نعيشه، زيف لم يتقبله "ك" ولم يستسغه وحتى لم يفهمه أو يألفه!

أنكر هذا الزيف وتعامل بطبعه.. من قبل أن يُصاب بسرطان الدم، وحتى بعده.. في مذكرات كتبها بنفسه لمدة 40 أسبوع من الألم. أخبرت أحد الأصدقاء أنه من دقة الوصف، أكاد أشعر بنفس آلام المدعو "ك"، وصف رائع لأدق التفاصيل.. يجعلك تتسائل كيف لكاتب أن يصف شعور هذا المرض اللعين بهذه الدقة العالية؟

"أحياناً أفكر كم من الأشياء كُنت سأفعلها بطريقة مُختلفة لو كان في وسعي خوض كل هذا من جديد. لكن على المرء ألا يبدأ بالندم؛ إذا بدأ فلن يتوقف بعدها أبداً."

ولكن هذه ليست حكاية عن الصراع مع المرض فقط، فالمرض وإن كان مؤلماً وحشاً كاسراً ينهش روحك قبل جسدك، ولكن الصراع الأكبر كان صراع المدعو "ك" مع نفسه.. وتناول الحياة بفلسفة "ما جدوى كُل ذلك؟".. إلى أين ستسير بنا الحياة سوى المحطة الأخيرة ألا وهي الموت!

فعندما هاجمه المرض، لم يكن يُصارع ليتعالج منه أو يخاف من الموت، بل لقد دائماً وأبداً مُستعداً لأن يُلاقيه بصدر رحب. فعندما تناولت المذكرات طفولة ومراهقة المدعو "ك" ستعرف أنه شخصاً مُعذب من صغره.. شخصاً كان يستحق أن ينال عناية واهتمام أكبر من ذلك.. حتى عندما كبر كان يستحق أفضل من ذلك.. كان يستحق حضناً كبير لروحه وقلبه.

"ولوهلة فكرت كم هو مُريع، كم هو مُريع، كم هو مُريع أنه على المرء أن يوجد."

من الأشياء التي ستجعلك تتعلق بالرواية وتُحبها هي الإشارات العديدة للقراءة والكُتب.. وعلى الرغم أن الكاتب يبدو أن لديه عداء مع "هاروكي موراكامي" وذلك لم يظهر مرة واحدة بل ثلاثة مرات!.. ولكن ستحب حديثه وسرده عن الكُتب وشعور القراءة وفعل القراءة التي كانت ودائماً موجودة في خلفية الأحداث.. أو حتى حدثاً رئيسياً. وطبعاً الرواية ساد عليها الطابع الكافكاوي السودواي.. فستجد "كافكا" نفسه مذكور أكثر من عشرة مرات طوال أحداث الرواية.. بالإضافة إلى الجو العام المُشابه لطريقة سرد "كافكا" والذي من الواضح أن الكاتب متآثر بها وبشدة.

"شيءٌ ما يزحَف داخلي، كغبارٍ أسوَد، مطاردًا كل عزيمةٍ لي على النجاة."

في أواخر الجزء الثاني من الرواية، وعندما كان يُعاني المدعو "ك" مع كُل شيء.. مع المرض وأهله ومُمرضته ونفسه وجسده وروحه.. كنت أخاف من النهاية وبشدة.. أخاف أن تكون نهاية سعيدة تُبدد كُل ما كُتب في الرواية من جمال الألم والوجع، وأخاف أن تكون نهاية حزينة فتزيد الطين بلة وتفوز الرواية بأكثر رواية موجعة في التاريخ.. ورغم أني كُنت أتمنى أن يحدث ذلك، ولكن الكاتب اختار نهاية ثالثة تماماً، نهاية تضع أمامك العديد من الاحتمالات الأخرى.

ختاماً..

هذه رواية أوجعتني وألمتني، ولكنها تستحق أن تُقرأ.. فقلم الكاتب السعودي "عزيز محمد" فاجئني بسرده وحكايته الموجعة، وإن كُنت أتحفظ أحياناً على بعض الجمل التي شعرت أنها كانت في ذهن الكاتب بالإنجليزية ونقلها إلى الورق بالعربية.. ولكن ذلك لن يمنعني أن أقيم هذه الرواية بخمسة نجوم كاملة.

بكل تأكيد يُنصح بهذه المقطوعة الحزينة.

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق