أسير‭ ‬البرتغاليين: حكاية الناجي > مراجعات رواية أسير‭ ‬البرتغاليين: حكاية الناجي > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

أسير‭ ‬البرتغاليين: حكاية الناجي - محسن الوكيلي
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

"كان للحياة أن تكون أفضل وأرحم لو توقف الحكام عن خوض المزيد من الحروب."

في أجواء مُظلمة ومُقفرة، نتابع حياة الناجي، من بدايته كطفل يُعاصر الطاعون الذي كان يأكل أهل المغرب بلا هوادة، في حين أن المغاربة لم يجدوا ما يأكلوه! عانت أسرته من الجوع، وتعرضت لظروف صعبة، مُميتة، ولكنه نجا كالعادة، ليحكي حكاية عن الحرب والحُب، عن الإنسان ومعدنه الذي لا يظهر إلا عند الشدائد وفي الحروب، هذه حكاية الناجي، وهي حكاية تُرضي شغفك بتتبع الحكايات، وترصد فترة متوترة في تاريخ المغرب، فلم يكفيها الطاعون، بل ويتصارع عليها التُرك والبرتغاليين، ولكن أثبت أهل المغرب أنهم أهل الصعوبات، ونجوا كما نجا الناجي.

على غرار ألف ليلة وليلة وحكايات شهرزاد لتنجو من مقصلة الموت، وقع الناجي أسيراً للبرتغاليين؛ أو فلنقل لذلك الضابط الملعون المُسمى "بيدرو"، وحبيبته الحسناء "صوفي"، بيدرو الموكل بتنفيذ أحكام الأعدام على المغاربة لكي يكونوا عبرة للبقية، فلا يثوروا ولا يحتجوا، ولا يُعارضوا، أحتفظ بالناجي لنفسه لكي يُسليه، بحكايات عن الموت، يتتبع حكايته وكيف نجا العديد من المرات ليُصبح واقفاً تحت رحمة هذا الضابط البرتغالي، فهل ينجو الناجي مرة أخرى؟ أم أن عداد الحظ الخاص به قد نفذ.

الرواية وعلى الرغم من أنها سودواية، ولكنها مُمتعة، نجح الكاتب في جعل شخصياته لها عمق ووزن، والأهم أنك ستشعر أنه على الرغم من كثرة الشخصيات، إلا أن الحكاية الرئيسية مُتتابعة، وكُل تلك الأحداث الثانوية تتضافر لكي ترسم الشكل النهائي لحكايتنا، والتي كانت أكثر من مُرضية، وتحمل العديد من العبر، وجاء سرد الكاتب مُمتع فاللغة كانت مُناسبة للأحداث، حتى لغة الحوارات بين الشخصيات.

ختاماً؛

فاجئني مستوى هذه الرواية، فهي واحدة من أفضل الروايات في جائزة البوكر لهذا العام، وأظن أنها ستنافس بشراسة على الجائزة، أو ستصل إلى القائمة القصيرة على الأقل.

بكل تأكيد يُنصح بها.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق