أسير‭ ‬البرتغاليين: حكاية الناجي > مراجعات رواية أسير‭ ‬البرتغاليين: حكاية الناجي > مراجعة إبراهيم عادل

أسير‭ ‬البرتغاليين: حكاية الناجي - محسن الوكيلي
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

مع الصفحات والسطور الأولى لرواية "أسير البرتغاليين .. حكاية الناجي" لمحسن الوكيلي يجد القارئ نفسه محاطًا بالموت بكل صوره، حتى لتبدو حكاية الناجي في ذلك السياق محض محاولة من الكاتب لبث الروح في حكاية انتهت وأحاطت بها الأوبئة والحروب والدمار من كل جانب، إلا أن الوكيلي مع ذلك يلتقط خيطًا رفيعًا واهنًا، وينسج على نوله ومن خلال شخصياته وحكاياته روايته المحكمة بتفاصيلها الثرية وبكل اقتدار.

عودة جديدة للتاريخ وتوثيق هام لفترة شديدة الحساسية من تاريخ المغرب العربي، الذي ربما يجهله الكثيرون، ولكن تأتي هذه الرواية ومثيلاتها لتضع لبنة هامة في السرد الروائي التاريخي المحكم، الذي لا يكتفي باستعراض الأحداث والمشاهد التاريخية المعروفة والصراعات التي كانت قائمة في تلك الفترة، ولكنه يصوّر الحالة الاجتماعية للبلاد كلها من خلال شخصياتٍ متعددة، على كثرتها وضعت صورة عامة للمغرب في الفترة الزمنية التي تناولتها الرواية القرن السادس عشر حيث الصراع بين المحتل البرتغالي وبين الحكام السعديين والمرينيين، وكيف ينحاز بعضهم إلى المحتل ويدافع الآخرون عن بلادهم بكل ما أوتوا من قوة .

بين كل هؤلاء تتأمل الرواية عالم المهمشين والبسطاء أيضًا، فحماد الناجي لم تكن نجاته الأولى من الأسر أو الحروب، بل كانت نجاته بمحض الصدفة من قتل والده له في زمن الوباء! تلك الحكاية الأساسية التي تدور حولها الرواية وتبقى في ذهن الناجي حتى تكون سببًا في نجاته في النهاية أيضًا، هل يمكن للحكاية في هذا الزمن بين الدماء والأشلاء والأسر والقتل أن تكون سببًا للنجاة؟

لسنا إزاء شخصيات اعتيادية، بل شخصيات معقدة ومركبة، كل واحدٍ منهم يحمل إرثًا ثقيلاً من نشأته وعائلته، نراه يؤثر عليه ويفرض طريقة حياته، هكذا تعرض الرواية شخصية القائد "بيدرو" الذي كان من الممكن أن يكون مجرد منفذ لأحكام الإعدام للأسرى، إلا أن حظه العثر يجعله يغرم بالحكايات ويستبقي الرجل الذي سيكون سببًا في نهايته. كما نتعرف على العياط الرجل الذي تزوج أم الغيث وأخلص لها، ولكنه يريد منها الولد، وكيف تتحايل الزوجة في النهاية لإسعاد زوجها.

.....................

جزء من مقالي عن الرواية التي أرى أنها مرشحة للبوكر بقوة

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق