ماكيت القاهرة > مراجعات رواية ماكيت القاهرة > مراجعة Ahmed Tharwat

ماكيت القاهرة - طارق إمام
تحميل الكتاب

ماكيت القاهرة

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

رواية (ماكيت القاهرة)، للروائي/ طارق إمام ..

لم أقرأ للكاتب من قبل، ولم أعرفه للأسف، لكن ربما ادخرت لي الحياة تلك الجائزة للوقت المناسب.

إن الرواية التي تجعلك تتوقف أثناء قرائتها، لتفكر في حياتك، في تعاليمك ومبادئك، وفي رؤاك للعالم، هي رواية حقيقية، رواية تحقق المزج الرهيب بين المكتوب والمعاش، بين شخصياتها وشخصية القارئ.

فما بالك بالرواية التي تفعل بك ذلك مرات عديدة، بتنوعات كثيرة، ربما بامتداد القراءة من السطر الأول حتى نهاية السطر الأخير، إنها لا تكون رواية جيدة فحسب، ولكنها نص أدبي ملحمي متميز.

الموت، الحياة، الحب، القتل، الهوية، السلطة، الشهوة، الثورة، الفن، السماء والأرض والوطن..

ستجد كل ما تبحث عنه أو تفكر فيه، لن تجده مكتوباً لحكمة أو خلاصة تفكير، بل ستجده يتسلل لوعيك، لعقلك، دون أن تتهيأ لذلك.

فيلم داخل فيلم، أو رواية داخل رواية، الفن الذي يصور فنا بداخله، تلك خدع وتكتيكات استخدمها الكثيرون، قليلهم أفلح فأنتج فنا متماسكاً، وكثيرهم خاب وأنتج نصوصاً مهلهلة..

لكن الفنان الذي ينتج نصا داخل نص داخل نص.. يصنع فنا داخل فن داخل فن في عمق فن مختلف.. وينجح في دمجك بالواقعي، في مزجك بالمتخيل، حتى لا تكاد _ ولو كنت قارئا متمرسا_ تعرف أن الخيال خيال وأن الواقع واقع، لهو فنان معجون بماء الفن وطينه، مخبوزة روحه بدماء الفن وهوائه..

ثورة 25 يناير.

لم يكن لها لتغيب عن نص روائي بهذه العظمة، يتحدث عنها كأصل للحياة. لم تكن الكتابة عن الثورة هنا كتابة شعاراتية أو مجرد حكي لتفاصيل سابقة أو معاصرة أو لاحقة لها، بل كانت كتابة الثورة في هذا النص المذهل، كأنها كتبت بقلم الثورة نفسها، كأن الثورة تجسدت في عقل طارق إمام وجسده، ليكتب عنها ولها وبها.

هل كانت (ماكيت القاهرة) هي ماكيت الثورة؟

إن الكم الهائل من النصوص المطروحة هذه الأيام، جعلت الواحد منا حين يقابل نصا كتب بلغة متماسكة، يهلل ويصهلل فرحا، ناسياً أنه شرط طبيعي للكتابة أن يمتلك الكاتب أدوات كتابته، وأولها اللغة، وهنا، ينسيك طارق إمام هذه المعادلات التجارية الفاشلة، وتلك الانتصارات الخبيثة لما يسمى روايات أو نصوصاً قصصية..

إن اللغة في (ماكيت القاهرة) تتسابق مع التخييل المدهش مع البناء المتزن المتقن الشاهق، في البلوغ للنهى، البلوغ للقمة.. لغة رائعة، وكفى.

سواء حصلت (ماكيت القاهرة) على جائزة البوكر للرواية العربية، والتي ستكون حينها شرفا للجائزة وتطهيرا مما لحق بها من همهمات وهمسات، أو لم تحصل الرواية على الجائزة، ففي كلتا الحالتين، هي رواية أهم من الجوائز، إنها عمل فني ضخم.

لم أجد تشبيها للرواية أقرب من أنها مدينة ملاه ضخمة، حيث كل لعبة مرتبطة بلعبة أخرى بشكل ما، حيث ستلعب أيها القارئ وسيتم التلاعب بك من لحظة دخولك، حتى لحظة النهاية. إن صانع هذه الألعاب (خالق هذه المدينة)، هو روائي محترف بحق، أعلم يقيناً أنه يستحق أن يكون شيخا لهذه الحرفة.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق