خرائط التيه > مراجعات رواية خرائط التيه > مراجعة إبراهيم عادل

خرائط التيه - بثينة العيسى
تحميل الكتاب

خرائط التيه

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

كانت من أجمل وأقسى قراءات 2015 ..

كتبت عنها

انتهت الرواية، وبقي الأثر!

نعلم أن الروايات الجميلة وحدها، والمكتوبة باحتراف، هي التي تبقى في البال طويلاً، أستطيع أن أقول الآن، بكل تأكيد، أن "بثينة العيسى" قفزت قفزة واسعة، رغم أنها كاتبة محترفة منذ رواياتها السابقة، لكنها استطاعت أن تخرج من عالمها "الأثير" المرتبط بالمرأة، إلى عالمٍ إنساني أكثر تشعبًا ورحابة، ولعلها المصادفة أنه أكثر ألمًا أيضًا!

تنتقل في الأماكن والشخصيات لتنقل ببراعتها المعهودة بؤس وقتامة وقسوة هذا العالم الذي يبدو أننا نعيش على هامشه غائبين عما يدور به من مآسٍ ومصائب تفتك بالإنسان وتدمر الإنسانية لصالح "الكبار" ذوي السلطة والجاه دومًا!

هنا تنتقل "بثينة" من حالة خاصة وحادثة قد تكون عابرة، إلى همٍ إنساني عام، ومشكلة عالمية دولية، لم تحرك لها الدول الكبرى الجيوش، ولم تصرف في سبيل التخلص منها المليارات، بل وربما بقيت حتى الآن مستفيدة منها كشأنها مع كطل ما يجلب لها المال ويزيد من عدد العبيد! وهكذا ظلت تلك القضية حكرًا على محاولات "منظمات حقوق الإنسان" كلً حسب طاقته!

تبدأ الحادثة باختطاف "طفل" كويتي، ولكنها لا تنتهي عند عصابات تجارة الأعضاء البشرية وبيعها لمن يدفع الثمن!

هكذا استطاعت "بثينة" أن تنقلنا إلى هذا العالم السوداوي الكئيب الموبوء، واستطاعت بقدرٍ عالٍ من الاحتراف أن تصوِّر هذا الألم والوجع الإنساني بكل براعة!

ذكرتني هذه الرواية ب"طنطورية" رضوى عاشور، كتابة الألم بهذه الشاعرية كان حرفتها!

.

ملاحظات أخرى:

في الروايات التي نحبها أيضًا نشعر أن كل شيءٍ مكتوب بحساب، أعجبني جدًا تقسيم الرواية على فصول قصيرة، بدت كأنها "فلاشات مكثفة" لأن المشاهد لا تحتمل المزيد من التفاصيل، بدت أيضًا لغة الحوار مشذبة وذكية كثيرًا، وتحمل في ياتها أضعاف ما تشي به، لاسيما حوارات سمية وزوجها، وسعود وأخوه

.

الرواية على طولها (400) صفحة، وعلى ما تبثه من وجع فقدان الولد وألم في طيّات اختفاءه وتعريضه للأذى، إلا أنها تحمل قدرًا تشويقيًا غريبًا، فأنت لا تمل منها ولا تريد لها أن تنتهي فعلاً !

.

النهاية يا إخواننا .. النهاية

مكتوبة باحتراف شديد، ماذا تتوقع لقصة مأساوية تتحدث عن اختفاء طفل من اهله؟ لايوجد إلا طريقين، إما أن يجدوه في النهاية، أو يتأكدوا من فقدانه للأبد، ولكن بثينة العيسى تمسك بال"النكد" بأطرافه، لاتوجد حلول سعيدة بعد كل تلك المآسي المحكيّة والمخفيِّة المروعة، قد يعود الطفل إلى أهله، ولكن بعد ماذا؟!!!

الحقيقة أن هذه الرواية تحتاج بالتأكيد إلى قراءة ثانية :)

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
2 تعليقات