دلشاد : سيرة الجوع والشبع > مراجعات رواية دلشاد : سيرة الجوع والشبع > مراجعة Noor Shroukh

دلشاد : سيرة الجوع والشبع - بشرى خلفان
تحميل الكتاب

دلشاد : سيرة الجوع والشبع

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

دلشاد، سيرة الجوع والشبع...

في البداية أنا متحيزة بشكل كبير للروايات التي كهذه، تحكي عن المجتمعات البشرية الأصيلة. تأسرني، تخطفني بتفاصيلها، وهذا امرٌ أجادت بشرى صنعه هنا، فقد حملتنا في رحلة عبر الزمان والمكان وحطت بنا في عُمان، أيام الحرب العالمية الثانية. رأينا بين كلماتها حارات مسقط، رأينا خيام الجوعى، ورأينا أخلاط البشر المختلفة، عربهم وعجمهم، بلوشهم وهنودهم، رأينا كيف يتكلمون وكيف يعيشون، كيف يحبون وكيف يسخطون، وكيف يختبرهم الجوع فيخرج اقسى مافي بعضهم، وأرق مافي بعضهم الآخر.

كل ذلك نراه في حكاية دلشاد. الذي نراه في بداية الحكاية طفلاً مهملاً وضيع النسب، لطيف المعشر باسماً رغم ذلك. دلشاد الذي تموت أمه فينتقل للعيش مع ما حليمة، البلوشية، وعائلتها. دلشاد الذي يوجد في أغلب فصول الرواية غائباً، في شوق ابنته، في أحلامها وتساؤلاتها، في توقها الدؤوب لتعرف ان كان تخلى عنها، أو ان كان قد مات، او لا زال حياً.

الأصوات المتعددة التي نقرأ الرواية من خلالها بديعة ومتقنة النسيج. فرغم أن الخط الزمني للرواية ليس خطياً تماماً (حيث تكثر الحركات الصغيرة للخلف والأمام كلما انتقلنا من راوٍ لآخر) إلا أن بشرى عرفت كيف تجعل شخصياتها تتلقف الحكي من واحدةٍ إلى أخرى بسلاسة، وجعلت شخوصها تغطي الحدث الواحد من أكثر من وجهة نظر دون أن نشعر بتكرار وصف الأحداث، فكل شخصيةٍ تروي الحدث ترويه من وجهة نظرها وتضيف عناصر تتكامل مع رواية الشخصية الأخرى.

والنقطة الأخيرة التي تعني لي كثيراً في أدبٍ عربيٍ أصبح يسوق نفسه بالابتذال: الرواية نظيفة. فرغم الحديث عن اللقطاء، والأطماع في فتياتٍ يتيمات، والهواجس المختلفة التي فرضتها طبيعة الزمان والمكان، إلا أن الكاتبة نجحت تماماً في رواية الأحداث دون أن تجرح عين القارئ بتفاصيل مبتذلة، فأشارت ولمحت واختصرت وتركت سردها بهياً، غنياً، مكتملاً، خالياً من البهارات الأدبية الرخيصة وما اصبح بعض الكتاب يتفاخرون به من "كسر للتابوهات".

اوصي بها وبشدة. وانتظر بشوق، الجزء التالي، كتاب الشبع.

اوه، نعم، كل هذا ليس الا الجزء الأول، كتاب الجوع. واتمنى ان لا يطول انتظارنا لنقرأ كتاب الشبع!

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق