حُلْم ماكِينة الخِيَاطَة > مراجعات رواية حُلْم ماكِينة الخِيَاطَة > مراجعة Raeda Niroukh

حُلْم ماكِينة الخِيَاطَة - بيانكا بيتسورنو, وفاء عبد الرؤوف البيه
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

لا شيء غير عادي أو غير متوقع في هذه الرواية...لا تأملات وجودية و لا تعقيدات فلسفية عدمية...

لا شيء بعيد عن ذكريات طفولتي حين كانت تجلس والدتي مع جدتي تتصفحان ( الجورنال) وتبحثان عن قصة جديدة لفستان ( غريب) تتباهيان به أمام الأخريات... و تتباحثان بجدية حاسمة حول طريقة تصميمه وتنفيذه...

والويل كل الويل لمن يجرؤ على الاقتراب من ماكينة( سنجر) السوادء ذات الدواسة الخاصة بجدتي..

وكأن فعل الخياطة مرافق دوماً لنسج القصص و الحكايات وقصها مع زيارة الخالة( أم زياد) وسيتوج الأمر إذ ما انضمت لهن الخالة ( أم فواز) عندها ستتبارى كل منهن باثبات صوابية رأيها الذي لا يقبل الجدل حول أفضل طريقة لتصميم الفستان ، وتسعى كل منهن جاهدة لإثبات مهاراتها التي لا تتم إلا بالانتقاص من مهارة الأخرى في الحياكةو ( القصّ بأشكاله: المادي والأدبي).

احالتني هذه الرواية إلى كل تلك الذكريات.. إلى المقص ذي المقبضين الأسودين الضخمين.. إلى الأوراق الشفافة التي تقص وفق الموديل المطلوب.. إلى ( صابونة الرسم) و ( الكربونة) و ( دبابيس التسريج) .. وإلى الاستعراض الأنثوي لمفهوم الأبداع والنزعة للتميز مهما كلف الأمر.. وإلى زمن كان فيه اقتناء( ماكينة سنجر ذات الدواسة) علامة على ( الست المعدلة).

في هذه الرواية تأخذنا الكاتبة الايطالية بيكانا بيتسورنو ، إلى احدى المدن الايطالية في القرن التاسع عشر.. لنستمع إلى قصةحياة ( خياطة متواضعة) تعمل في المياومة ، في زمن التميز الطبقي، و اللامساواة، وحين كان عمل المراة اليدوي يعد مثلبة ونقيصة بحقها...

من خلال قصص عادية أشبه بجلسات النميمة في جلسات الحياكة نستمع إلى أحداثها التي لا تخلو من نقد لاذع ..ضحكت كثيرا حين قصت حكاية إحدى الأسر الارستقراطية التي عُرف عن سيدها البخل الشديد .. لكن أنفة زوجته كانت تحملها على الادعاء بانها تشتري ملابسها الجاهزة من أفخم المتاجر الباريسية.. وفي حقيقة الأمر انها كانت تشتري الأقمشة من تاجر ( انتيكات) الذي يلملم بضاعته من أماكن شتى...و تخيطها في المنزل بمساعدة خيّاطة متواضعة.. حتى كشف الأمر بفضيحة مجلجلة حين قدمت ابنتيها في حفل استقبال الملكة بثوبين رائعين من الحرير الياباني..وحين رأى أبوا الزوجين المستقبلين للفتاتين الثياب صعقا... وكان أحدهما رجل دين.. وثار غضبهما ... لإن قماش الثوبين قد استورد حصرا لأحد أكثر دور ( البغاء ثراء في باريس) و لا يرتادها الا اثرى الاثرياء و اغلب رجال الحفلة قد تعرفوا الى القماش الياباني بحريره المزين برسومات ازهار الكرز... بما فيهم رجل الدين .. ولم تكن الأم تعرف ان تاجر الانتيك قد اشتراه من تلك الدار... ولحقها العار اما رواد تلك الدار فلا احد يجرؤ على سؤالهم كيف عرفتم ذلك!

رواية مسلية وقد تكون الذكريات هي سبب ميلي اليها

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق