◾اسم الرواية : تحقيقات نوح الألفي"قضية ست الحسن"

◾اسم الكاتبة : ميرنا المهدي

◾نوع الرواية : جريمة في إطار غموض وتشويق

◾عدد الصفحات : ٢٨٥ على أبجد

◾اصدار عن دار الكرمة للنشر و التوزيع

◾التقييم : (٣,٥ / ٥)

"لو رايد الأمان، شُق اللمونة يا انسان، وانطق اسمك بعد ذكر السلام."

"نوح الألفي" هو ضابط المباحث الجنائية في قسم قصر النيل الذي يبحث هو وصديق عمره "قطز" في لغز مجموعة من القضايا وكل قضية لها لغز مختلف ولا يوجد رابط بين تلك القضايا سوى تسلسلها الزمني، فقد حدثت تلك القضايا تباعاً وجميعها تدور حول من القاتل؟!

ثلاث قضايا بعدة جرائم وجد الصديقان (نوح، قطز) أنفسهما أمامها ومطالبين بحل اللغز وكشف الجاني :

*القضية الأولى (قضية الفتيل) :

جريمة قتل طالبة في كلية الهندسة أو لأكون أكثر دقة، قضية ذبحها في سيارتها في ميدان طلعت حرب بعد منتصف الليل، وفي نفس الوقت جريمة أكثر غرابة منها و وقعت في نفس النطاق، كاتب وصحفي أعلن الحاده وتطاوله على جميع الأديان في القنوات الفضائية وصفحات الجرائد وُجِد مقتولاً بشقته، أو لأكون أكثر دقة وُجِد رماداً داخل شقته ولا شيء يُستدل منه على هويته سوى رأسه المحترق وكف يده المحترق ذي الخاتم المميز، وعبارة بلون الدم مكتوب عليها (الله أكبر ) لا آثار للعنف، لا آثار للحرارة أو النار في اي مكان في الشقة، هل هناك رابط بين الجريمتين؟ ما الدافع وراء مقتل الطالبة؟ وهل الكاتب حقاً قُتِل؟ ام أنها لعنة نزلت عليه بسبب الحاده؟

*القضية الثانية (قضية كريم كراميل) :

في ليلة رأس السنة حيث الاحتفالات بمولد عام جديد ، يجد (نوح) وصديقه أنفسهم أمام لغز التحقيق في جريمة مقتل واحدة من سيدات المجتمع المخملي، زوجة منتج مشهور تُقتل في فيلته بعد سقوطها من شرفة غرفتها، رد فعل غريب من زوج القتيلة، القتيلة مكروهة من كل المحيطين بها حتى من شقيقتها، حقائق تُكشف لأول مرة ليلة التحقيق واصابع الاتهام تُشير الي جانٍ واحد، فهل حقاً هو القاتل؟ أم أن القاتل خارج دائرة المشتبه بهم؟

*القضية الثالثة (قضية ست الحسن) :

-والتي تحمل الرواية اسمها- جريمة مقتل هزَّت الرأي العام حتى أن الداخلية نفسها دخلت دائرة الاتهام، خمس عشرة ضحية من أطفال الشوارع لقوا حتفهم بالسُّم بعد رفض المستشفيات استقبالهم، جرعة زائدة من مادة كيميائية هي التي اودت بحياتهم، فهل هي مصادفة أم أن هناك من أراد قتلهم؟ ولماذا يُقتل أطفال مثلهم ومن لديه المصلحة في ذلك؟

(نوح) الضابط الكُفء والذي هو نفسه لغزٌ كبير، حادثة في طفولته أثرت عليه وحباه الله بقوة خارقة او لنقُل هبة، أحسن استغلالها في إظهار الحق والتوصُّل للجاني، (نوح) الذي لا يهوى القراءة والذي أبعد المشاعر تماماً عن حياته، وعلى العكس منه (قطز) الضابط الكُفء الذي يهوى القراءة ومشاهدة الأفلام الوثائقية، وتشغل المشاعر جزء لا بأس به من حياته، ليُمثِّلا بذلك فريقاً ممتازاً في البحث الجنائي، فهل سينجحان في النهاية أم أن تكاملهم هذا غير كافٍ لمثل تلك القضايا؟!

◾رأيي الشخصي :

في أول تجاربي مع الكاتبة المميزة (ميرنا المهدي)، ولحبي مؤخراً لأدب الجريمة والروايات البوليسية، وجدت نفسي ابدأ قراءة الرواية ولم اتركها الا بعد الانتهاء منها تماماً، رواية رائعة استطاعت الكاتبة اقحامي في أحداثها واجباري على التفاعل معها، قدَّمت الكاتبة رواية متكاملة مبنية على حقائق و اثباتات علمية في إطار غموض وتشويق، بالإضافة إلى تطرقها لاحداث تاريخية هامة، إلى جانب لمحة خيالية جديدة من نوعها على الروايات البوليسية، ومن خلال كل قضية سلطت الكاتبة الضوء على قضايا أخرى تخُّص المجتمع، في قضيتها الأولى سلطت الضوء على المنافقين ممن يكتظ بهم المجتمع، هؤلاء رافعي شعار الفضيلة وهم أبعد ما يكونوا عنها، وفي القضية الثانية كانت إشارة وتحذير للأهل لحماية أبنائهم، إلى جانب تسليطها الضوء على ظاهرة انتشرت مؤخراً في المجتمع المصري وبدأ تزداد بصورة مرعبة، وأخيراً قدَّمت مثال حي على الانتقام وأن الجريمة لا تفيد، إلى جانب تسليطها الضوء على أطفال الشوارع هل هم جناة؟ ام مجني عليهم؟

رواية لا تجعلك تبحث مع المُحقِّق عن القاتل وتجعلك تشُّك في الجميع كأغلب الروايات البوليسية، ولكنها تجعلك متحفِّز لطريقة كشف القاتل نفسها، ربما الفكاهة الزائدة في الرواية هي أكثر ما ضايقني، ولكن الرواية كعمل اول للكاتبة امتعتني جداً وتُشيد بكاتبة منطلقة في مجال أدب الجريمة وأنا بصدد قراءة الجزء الثاني منها وكُلِّي حماس له، أنصح بقراءتها لمحبي أدب الجريمة.

◾النهاية :

نهاية كل قصة منفردة كانت غير متوقعة وصادمة بالنسبة لي، اما نهاية الرواية نفسها كانت لطيفة وربما توقعت شيء مشابه لها فيما يخص نوح نفسه.

◾الغلاف :

جاء الغلاف بسيطاً معبراً عن كوننا بصدد رواية بوليسية من الطراز الأول.

◾الشخصيات :

تعددت شخصيات الرواية كمعظم الروايات البوليسية، فكل شخصية كان لها دورها المحوري و الضروري وبشكل شخصي أحببت شخصيات كثيرة وتعلَّقت بها ومن اهمهم شخصية (قطز) ، (ياسين الجرحى) كما أن رسم الكاتبة للشخصيات جاء رائعاً.

◾الأسلوب :

جاء أسلوب الكاتبة بسيطاً سلساً تميل الي الوصف والتوضيح خاصة وصف المكان، وايضاح الجوانب النفسية للشخصيات.

◾اللغة :

اعتمدت الكاتبة اللغة العربية الفصحى سرداً و العامية المصرية حواراً وان كان الحوار العامي لا يروقني في بعض الأحيان الا انه كان مناسباً للرواية، وقد كانت لغة الكاتبة الفصحى رائعة لا غبار عليها تميل الي التنوُّع في المصطلحات و الألفاظ.

◾اقتباسات من الرواية :

📌"كلنا كائنات تظن نفسها الأقوى، على الرغم من أننا الأضعف، فلنا قلوب سهلة الجرح، ونفسيات هشة قابلة للكسر، وعقول من السهل التلاعب بها، وذاكرة تُخلِّد كل ألم وجرح."

📌"ليس من الضروري أن تطعن أحدهم أو تلقيه من النافذة كي تصبح قاتلًا، فالقتل المعنوي سم بطيء المفعول ودائم الأثر."

📌"في بعض الأحيان يجب أن تغلق عينيك كى ترى بوضوح."

#تحقيقات_نوح_الألفي #قضية_ست_الحسن

#ميرنا_المهدي

#دار_الكرمة_للنشر_والتوزيع

#مراجعات_هدير #قراءات_2022 #تجربتي_مع_ابجد