أزهار الموت > مراجعات رواية أزهار الموت > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

أزهار الموت - فايز غازي
تحميل الكتاب

أزهار الموت

تأليف (تأليف) 3.6
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

“الحقيقة صعبة وموحشة، لذلك يفضل الناس ألّا يعرفوها ويكتفون بما يفترضونه عنها، مكتفين بالصورة أو الظاهر منها!”

كُنت في طريقي إلى أن أقيم هذه الرواية بثلاثة نجوم، حتى السطر قبل الأخير!

جملة بسيطة يقولها أحد الشخصيات التي لم تظهر طويلاً في صفحات رواية "أزهار الموت" ولكن كان لها تأثيراً بليغاً في فهم العديد من رمزيات الرواية.. فعدت كالملسوع أفر الصفحات إلى المواضع القليلة التي تم ذكره بها.. وما علاقته بالشخصية المذكورة.. لأربط الخيوط، وليتضح لي طبقة جديدة من الرواية لم أكن أتصور أنها موجودة من الأساس.

في أحدى مُقاطعات "عربستان" وهي بلدة ليست خيالية عزيزي القارئ فنحن نعيش في أحدى هذه المقاطعات وأن اختلفت جغرافيا المكان ولكنها تحمل نفس المبادئ ونفس السموم التي تُضخ إلى أوردتنا بثبات وانتظام، ذلك الكائن الشرير الرابض على كرسي الحُكم يعيث فساداً في الأرض هو وأعوانه، ذلك الكائن المُهيمن على كل مظلوم ويظلمه أكثر طالما أنه من الشعب! ذلك الكائن الذي يستمتع بإراقة دماء مُعارضيه! ذلك الكائن الذي يكاد أن يبيع لك الهواء الذي تتنفسه بل وسيبيعه لك كأنه خدمك، أنظر إلي أنا الكائن المُهيمن العظيم المُفدى جلبت لك الهواء لتتنفسه وستدفع مبلغاً تافهاً في مُقابله، ذلك المبلغ قد يكون حوالي ثلاثة أرباع فتاتك الشهري الذي تُسميه مُرتباً، ولكن ألن تُقدر تعبي لك يا عزيزي المواطن؟

“العدالة كلمة قالها أحد الأغبياء فتلقفها ضعفاء هذه المقاطعة، وهي كمفهوم وجدت لتطبّق على الفقراء والمساكين والمعدمين، أولئك الذين لا يمتلكون حيلة، وليس لهم درع تحميهم أو واسطة أو «ظهر» سياسي. أمّا الأقوياء، الأثرياء وأصحاب النفوذ فلا يمكن المسّ بهم أو الاقتراب منهم! حتى يمكننا القول إن العدالة عندنا تعني اقتصاص الأقوياء لما يبغونه وترك الفضلات للفقراء والمساكين!”

الرواية الثانية لـ"فايز غازي" بعد رواية "مُناي" الرواية الرومانسية الحالمة، لتجد نفسك على موعد مع رواية سياسية اجتماعية بحتة، تغوص في العديد من القضايا السياسية والدينية، وحتى النفسية.. نفسية أولئك الشياطين الذي نطلق عليهم بشراً لأنهم يُشبهونا فقط! ولكنهم في الحقيقة أقذر من ذلك.

بلغة شعرية جميلة، وبصفحات لم تتعدى الـ140 صفحة، تناولت الرواية الفساد السياسي المُنتشر في أماكن كثيرة حولك، مدعي التدين، وأتباعه، المسئولين الفاسدين بأشكالهم، وحتى عندما مات منهم شخصاً في عملية مشبوهة، يُغيروها، ويجعلوا موته شرفاً، ولكن ألا يعلمون أنهم في طريقهم لمُقابلة خالق الكون؟ ألا يعلمون أنهم في طريقهم لأن يروا كُل تلك الأرواح التي قتلوها؟ عذبوها؟ سرقوها؟ سحلوها؟

لا هم في غفلة، غفلة لا تستيقظ منها إلا بالموت.

ختاماً..

هذه رواية وبرغم صفحاتها القليلة ولكنك قد تغرق في رمزياتها ومواضيعها الكثيرة والمُختلفة، وبلغة جميلة وصفحات مليئة بالإقتباسات.. وبكل تأكيد ستجعلك في إنتظار العمل القادم لـ"فايز غازي" على أحر من الجمر.

يُنصح بها.

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق