أم ميمي > مراجعات رواية أم ميمي > مراجعة Mena Shawky

أم ميمي - بلال فضل
تحميل الكتاب

أم ميمي

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

طالب جامعي لم نعرف اسمه طوال الرواية - ربما هو بلال فضل نفسه - ينتقل من الإسكندرية إلى القاهرة لدراسة الإعلام في جامعتها، فتضطره الظروف للسكن في شارع ليس له اسما هو الآخر سوى أنه "شارع خلف كازينو إزيس".

الأم السنكدرية تحذر ابنها من القاهرة ومن مغبة المشي في طريق النجاسة وتتأكد بنفسها من سكنه في شقة يقيم فيها "شباب صالح" لكن الشباب الصالح لم يتحمل أن شابا من سكان الشقة الطاهرة يذهب للسينما لمشاهدة الأفلام الساقطة فيُطرد بلال من الشقة في أول الطريق وتبدأ رواية أم ميمي حكيا ولغة من اللحظة التي يوجه فيها بطلنا خطابا لاذعا جعلني أضحك مقهقها وأعرف من هذه اللحظة أن الرواية ستحمل طرافة تشبه كثيرا أفلام بلال فضل...

خلف باب شقة الشباب الصالح المغلق في وجهه يرفع الشاب المطرود من الفردوس لتوه صوته:

❞ «وبعدين إيه حكاية أمين الشقة دي يا سي خرا.. تكونش فاكر نفسك أمين الأمة يا معرّص.. هي دي شقة أصلاً يا شراميط.. ده إنتو عميتوني فِسا وشخير وريحة شرابات معفّنة.. يلعن أبوكو على أبو سُكنتكو الخرا» ❝

من هنا تبدأ التعرف على عالم الرواية الحقيقي وهو ليس مشوار دراسة طالب جامعي في كلية الإعلام وبداية طريقه في الصحافة ولكن هي قصة البشر والشوارع التي يضطر الطالب للسكن فيها والتي ينوي بلال سردها في "الثلاثية المفروشة" وأولها حكاية أم ميمي..

طبعا إن كنت لا تحب أن ترى ألفاظا خادشة على صفحات كتاب وتكتفي بما هو موجود في شوارعنا الجميلة المؤدبة الطاهرة فأعتقد أني نبهتك في بداية المراجعة لما يمكن أن تقرأه في منزل أم ميمي.

ففي الشقة التي هي "زنقور صغير" في الشارع اللي ما يتسمى نتعرف على أم ميمي التي تؤجر غرفة من "الشقة الحُق" لطلاب الجامعة تعيسي الحظ.

وما إن يسكن بطلنا بجوار أم ميمي وابنها ميمي السكير العربيد حتى ترى أن في الحياة خراء أكثر بكثير مما تتخيل أنك عالق فيه.

من عم سيد البقال الله يحرقه إلى شعراوي الزِناوي "من الزِنا" يا قلبي لا تحزن.

لا مكان لأي كود أخلاقي فأنت إذا أفلت من شعراوي وقعت في حبائل "أبو سامية المعرص"، عالم يعج بالفساد وانعدام الضمير والقرف، لكنك لا تشعر للحظة أنه من وحي خيال الكاتب بل كلها شخصيات من لحم ودم تجدها بجوارك في الشارع وفي الميكروباصات وفي العمل..

رواية حقيقية وتكتب تأريخا اجتماعيا منطقيا لحياة أبطالها ولا تخلو من الظرف والطرافة والمفارقات التي هي جزء أساسي في حياة هؤلاء البشر، وتستخدم لذلك لغة تناسب أبطالها بحرفية تخلط الفصحى البسيطة بعامية غاية في الابتزال والتطرف وتطوير ألفاظاً وشتائم جديدة طازة..

فأم ميمي الست الكبيرة - اللي السَلَكَان ما يعرفش طريق لحياتها بربع جنيه - حين اضطرتها أزمة صحية للدخول إلى المستشفى اختارت المستشفى القبطي وظلت طوال إقامتها تمثل أنها مسيحية ليحسنوا معاملتها وتتحسن حالتها الصحية وتخرج ولا تنسى أن تصبّع لهم بإصبعها الوسطى مع خروجها من المستشفى بأنها "مسلمة وموحدة بالله طول عمري يا كفاتسة يا ولاد الوسخة"

التدين الشعبي البغيض المبتذل الذي تعج به شوارعنا وحاراتنا وبيوتنا، والفهلوة وعدم السَلَكَان الذي تضطر للتعامل معه في كل مكان.

رواية لطيفة ومسلية وكاشفة وسرد سلس لم يكن به لحظة مط أو إملال وتصلح للقراءة في المواصلات لتقرأ وتدعي على سائقي الميكروباصات ربنا يحرقهم بجاز في جهنم واحدة مع شعراوي وأبو سامية المعرّص وابنتيه سامية ورحاب ربات الصون والعفاف.

أم ميمي - بلال فضل

عن دار المدى

٥/٤

الجمعة ٢٧ مايو ٢٠٢٢

* قرأتها pdf مقرصنة يا بلال

حبيبي هعوضهالك 😂❤️

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق