رواية: الرجل الذي تحدث الثعبانية

الكاتب: أندروس كيفيراك

ترجمة: رانيا صبري على

من اصدارات دار العربي للنشر والتوزيع لعام ٢٠٢٢

"لا يوجد اهم من الجلد للثعابين"

في تلك الرحلة الروائية الفانتازيه يأخذنا "ليميت" بطل قصتنا نحو حياة الغابة، يسرد حكايته وحكاية أجداده في التحدث باللغة الثعبانية. لقد كان جميع أهل الغابة في القدم يتحدثون اللغة الثعبانية، فلقد كانت قوتهم في التحكم في كل حيوانات الغابة؛ لترويض ذئب غاضب، أو لإجراء الأحاديث المعتادة عن الطقس والحياة اليومية مع ثعبان عابر، أو صيد غزال. لكن مع مرور السنوات قل عدد المؤمنين بتلك اللغة، قل متحدثيها في تلك الغابة ليقرر الخال " فوتيلي" نقل ارثه من اللغة الثعبانية لابن أخته "ليمت " كي لا تندثر اللغة.

ورغم أن تلك اللغة ليست سهلة التعلم إلا أن حكايات جده المحارب العظيم ضد الرجال الحديدين، وأسطورة ضفدع الشمال كانت اهم حافز بالنسبة له في مواصلة التعلم. ليميت الصغير بدأ يصدق أسطورة ضفدع الشمال الذي هو نائم في مكان لا يعلمه أحد، ولن يستيقظ إلا إذا تحدث أكثر من عشرة آلاف شخص معًا بالثعبانية.

في جنازة "مانيفالد" أهداه ميمي خاتم كهدية، لكن عقل ليميت الطفل ظن أن هذا الخاتم هو المفتاح السحري الذي سيطلق سراح ضفدع الشمال المختفي ويوقظه، لكن سرعان ما يكتشف بطفولته انه خاتم لا فائدة منه.

يتأثر ليميت بانتقال الكثيرين من أهل الغابة نحو القرية، حيث الآلات، والخبز. يزداد به الشغف والفضول عن حياة أهل القرية، لكن كانت والدته "ليندا" تقف أمامه كالعائق. ذات يوم قرر ليمت برفقة صديقه "برتل" زيارة القرية ليعجبا بعدد الأدوات هناك. ليثيره الأمر فيقرر زيارة القرية مجددا برفقة أصدقائه الجدد "هي" و"انتس" التعبانة، لكن انتهت تلك الزيارة بما لا يحمد عقباه.

يوم وراء أخر كان أهل الغابة جميعهم انتقلوا إلى القرية إلا أهل "ليميت"، واهل "هي"، وحكيم البقعة المقدسة "اولجاس"، وسكان الغابة القدامى "بيير" و"راك". ليبدأ صراع ليميت ما بين إرادته بالعيش في الغابة، واردته بان يكون مع "ماجدالينا" ابنة القرية الجميلة، واردته بوجود أشخاص أخرين من حوله، إلا يكونوا حمقى. وأراد لو يجيد أهل القرية الثعبانية، صراعه بأن يكون هناك بعض المعنى في حياته، وعدم رغبته في التعفن في الغابة. لكن كل هذه الرغبات كانت متعارضة ومتناقضة، وكان يعلم أن معظمها لم يكن مقدرا له أن يتحقق. 

نونا السيد

#حصرياً_على_أبجد_مع_العربي