أفضل عمل قرأته لكاتب شاب خلال عشرة سنوات مضت

عمل أره مستقبلا ضمن قائمة بوكر القصيرة .

أسم العمل :رواية مصير الآلهة

الكاتب:رمضان جمعة

النوع:تاريخية،فرعونية،فلسفية،إجتماعية

التقييم:١٠/١٠ كاملة لاتنقصها شيء

Ramadan Gomaa

دار النشر منشورات إبييدي -ibiidi Publishing

لصاحبها محمود عبد النبي محمود

عدد الصفحات : ٢٧١

من القطع المتوسط

الغلاف :5_4

كم كنت أتمني أن يحتوي الغلاف على أول ثورة شعبية في التاريخ أو مايشير الحكيم إيبور أو ناميسا أو ألوان الظلم ٱن ذاك ولكن ألوان متناسقة جودة الغلاف عالية جدا أيضا.

نحن اليوم أمام عمل أثري هارب من المتحف المصري وعمق التاريخ إلينا رواية مكانها فاترينا داخل المتحف للقراء والسائحين وكل العالم ليعرفوا ألغاز حضارة الفراعنة

ليعرفوا الجانب الأخر من الثورات العظيمة والحياة القوية داخل قلوب المصريين وعقولهم .

ماهية الرواية :تحكي الرواية عن فترة عصيبة ومهمة جدا مرت بها مصر أيام حكم الملك بيبي الثاني

وبالأخص أول ثورة إجتماعية شهدتها مصر في تلك الفترة عبر التاريخ ثورة قادها العقل والحكمة بقيادة الحكيم إيبور والحبيبة ناميسا وإن كنت أعتقد بأن ناميسا تمثل مصر والحكيم يمثل صوت الشعب يعاونه إيمسخ ولنا في إيمسخ قصص وحكايات في مواجهة كتيبه الظلم والفساد حم رع ومرن رع والبقية هل تنجح الثورة هل تفشل الثورة ستكتشف ذلك بنفسك في النهاية مع مصائر الشخصيات .

البداية والتنوية :

الإهداء بسيط حق من له الحق

"إلي أستاذي الأديب محمد العون،الذي تحملني كثيرا،وأفادني كثيرا،أثناء كتابتي لهذه الرواية،وأثناء الإعداد لها.

"وتلك القري أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا"

(سورة الكهف،أية ٥٩)

أنقذ المظلوم من يد الظالم،ولاتكن صغير النفس في القضاء

(سفر يشوع بن سيراخ ٩-٤)

"إن العدالة خالدة الذكري،فهي تنزل مع من يقيمها إلي القبر..ولكن اسمه لايمحي من الأرض...بل يذكر على مر السنين بسبب العدل".

(خن أنوب ،المعروف بالفلاح الفصيح،عاش في عهد الأسرة التاسعة أو العاشرة).

الإشارة

يحكي فيها الكاتب بأنه وجدت تلك البرديات في عام ٢٠١٠ بمنطقة ميت رهينة بالجيزة فقام بإعادة ترتيبها لتخرج في قالب روائي ليحدثنا عن ذلك العصر

هو عصر سقوط مصر القديمة ،وقيام أول ثورة أجتماعية عرفها التاريخ ،مما دعا كل منهم إلي أن يكتب مذكراته وتخليد ذكراه .

المدة التي استخدمها الكاتب في تعريب تلك البرديات خمسة أعوام كاملة ،درس فيها اللغة المصرية القديمة بدقة ،والخط الكهنوتي (الهيراطيقي) اللذين كتبت بهم ،وخمن بعض كلمات طمست بفعل الزمن وأضاف عليها للخيال والتشويق .

عظيمة جدا مناجاة إيبور ور الأخيرة

تحمل مشاعر قاسية وقاتلة من النهايات

الخيال : يمتلك رمضان جمعة خيال جامح ،شامخ ،متسع لا نهاية له ،يمتد ليخترق جميع الأذهان فاستطاع منذ البداية ومن الصفحات الأولي أن يسقطني في لعنة خياله عن تلك الحياة الفرعونية فشعرت وكأنني داخل مقبرة أحاول قراءة الطلاسم وفك الألغاز والشفرات للخروج منها لكنك سترفض الخروج لأن خياله قوي ومثير ،ينسج بالمخياط كل كبيرة وصغيرة ،التفاصيل عنده محبوكة وبدقة ،مرسومة بفن فرعوني قديم ،الخيال كان ممتع بشكل مرعب.

اللغة: قوية جدا ،فصحي ممزوجه باللغة المصرية القديمة في مواضعها فذكر كلمات وأدوات لم أكن على دراية بها أبدا فعرفتها لأول مرة ،اللغة كانت تشبه السحر وأكثر

منذ كنت أشعر بإن من كتب العمل كهلا عنده من خبرة الحياة ما يكفيه ولكن سرعان ما أكتشفت أنه الصديق الكاتب رمضان جمعة فمنذ مني ويكتب رمضان جمعة بلغة السحر بتلك السرعة كنت ممتزجا بما يقدمه لي من لغة وبساطة ،وسلاسة،وفن في اللغة لم يتكلف أبدا لكنه بسط وأوجز وأمتع .

الشخصيات :

شبكة شخصيات وكتابة وتاريخ للشخصيات وكأنهم يعيشون معي في البيت وليس داخل أرواق الرواية

لدرجة أنني وقعت بالغرامة بناميسا أحد أبطال العمل

حملت كل صفحة عنوان باسم شخصية ما ثم سرد الكاتب ما أراده فمن تلك الشخصيات نذكر

الحكيم إيبور ور

ناميسا الجميلة الفاتنة

إيمسخ

الملكة نيت إقرتي

برديات ثورة الكهنة

برديات ثورة الشعب

الملك بيبي الثاني

حم رع

مرن رع

والد ناميسا

وٱخرون

تبادل ثلاثة أشخاص الثورة وتبادلوا الرواية

إيبو ور ،إيمسخ،ناميسا

كتبت الشخصيات بعبقرية والربط بينهم كان خط الجمال كله

فلم تذهب مني تفصيلية واحدة تخص أي شخصية منهم .

الحبكة :

البساطة تولد الإبداع فالحبكات كانت بين الأحداث

من البداية والوسط والنهاية وكانت تضم الشخصيات فحبك علاقة الحكيم بالكتابه والملوك والوزراء ومساعده إيمسخ وحبيبته ناميسا وكتبه وأفكاره وكذلك دار الربط مع إيمسخ وناميسا وكل شخصيات العمل كانت الحبكة مميزة وظاهرة في العمل حبك الراوي كل شيء حتي شعرت وأنا أقرأ بأنه يجلس بجانبي ويسرد لي مايحدث لدرجة تجسدت امامي الشخصيات .

الأسلوب:

بأسلوب فاتن غزل الكاتب مصير الٱلهة في عقول الشخصيات

الرمزية:سادت الرمزية علي الحوار والحكم وبعض العبارات وحتي عنوان العمل فأي مصير قام للٱلهة وأي ٱلهة

فهم من أرادوا تخليد ذكراهم وأن يكتب التاريخ عنهم ولو على حساب البشر والثورة والعدالة .

تشعر وكأن الرواية متعددة الرواية ،متعددة الحكايات

هنا ظهرت عبقرية الكاتب في سحر عقل المتلقي ونجاح لعنته

العظيمة "مصير الٱلهة"

نحن بصدد رواية تحتاج للدراسة والتحليل وليس مجرد القراءة .

اقتباسات من الرواية وكل جملة تعد أقتباس فكل ما كتب بالعمل هام للغاية وممتع ومختلف

_كنت أظنني لا أخاف الموت،ويبدو أنه أراد أن يخبرني أنه بالفعل مخيف ،لا أحد أشجع على هذه الأرض من الموت،يذهب لمن يشاء ،وقتما يشاء،وأينما يشاء،وهو أيضا أعدل من على الأرض،فالجميع عنده سواسية،اراه في السماء ينظر لنا جميعا ويهتف،جميعكم إلي قادمون

حقا إن العدل ٱية الشجعان ،لو أن هناك إله بالفعل على هذه الأرض فسوف يكون الموت، عادل ،شجاع،لايري،لايحكمه شيء،ولاتدركه العقول."

يقول الناس،هذه الفتاه كلما أقبل أحد على زواجها،لم يلبث حتى يرحل إلي الحياة الأخري،هل كان ذلك الرجل يقصد الموتلمن عشقني؟ أم أن العشق والموت هما قدري؟لا أعرف،لاعليك يا ناميسا،ودعك من هذا التفكير،ولاتخافي،وكوني عاقلة كما يقولون عنك.

الصمت فضيلة الخاصعين،ألم يحن الوقت لنكف عن الخصوع؟ولكن ماذا فعلت أنا لأواجه الظلم ؟لم أفعل شيئا قط،سوي الثرثرة،ألست ذاهبا الٱن إلي الفلاحين،وبجواري ضابط يحمل رمحا وخلفنا جنود بعضهم يحمل الأقواس وبقيتهم يحملون حلالا وعصيا،للقبض على الممتنعين عن دفع الضرائب؟أو إن صح القول من لايرضي سرقة قوتة؟الحقيقة أيها الكاتب أنك أيضا خاصع،فلا تدعي الفضيلة .

لولا الإطالة لأكثرت من اقتباسات الرواية

السؤال هنا لماذا لم تحصل الرواية على جائزة كتارا أو تكون ضمن قائمة البوكر في أي عام ،أتمني أن تحصل الرواية على ما تستحق من القراءة ونصيبها من الجوائز العربية فالرواية تستحق أكثر من ذلك في وجهة نظري .

ختم الكاتب عبقريته مخطوطه مصير الٱلهة بالمصادر والكتب والمراجع التي أعتمد عليهم في الدراسة لكاتبتلك الرواية الممتازة

١_مصر الفرعونية للدكتور أحمد فخري

٢_الحزء١'٢'١٧'١٨ من موسوعة مصر القديمة د.سليم حسن

٣_تاريخ الحضارة المصرية العصر الفرعوني لنخبة من علماء الٱثار

٤_الحياة اليومية في مصر ،للفرنسي بيير مونتيه

٥_فجر الضمير ..جيمس هنري بريستد

وهو الكتاب الذي ألهمه تلك الرواية الفريدة

٦_ماعت (فلسفة العدالة في مصر القديمة)أنا مانسيني

٧_الثورة الأجتماعية الأولي في مصر الفراعنة ،الدكتور محمد بيومي مهران .(رسالة ماجستير) .

_محمد عويس.