أرض بلا ظل

ل محمد عبد العال الخطيب

غلاف لرجل يحمل حقيبة ظهر يقف فوق صخرة ناظرًا لسماء تتساقط منها شهب مشتعلة أو مضيئة..

الغلاف من الخلف يتحدث عن حطام كوكب ضخم يقترب من الأرض وتجارب مخيفة يخوضها البطل وسكان الأرض..

تبدأ حكايتنا بعنوان: جريمة على الفراش قم عنوان جانبي بالتاريخ يناير ٢٠٢٥

أي أن الكاتب يكتب لنا عن المستقبل القريب..

المكان مدينة الإسكندرية شتاء حيث الأمطار والنوات الكثيرة وجريمة قتل غريبة..

جو من الإثارة والتشويق..

ثم يعود بنا الكاتب لمارس ٢٠٢٣ في مشهد بعنوان سجين المشترى.. وفيه نرى ثورة في بورتريكو تدار وتحل بأيدي أمريكا التي تحرك الجميع بحبال كالعرائس المتحركة.. وحينما يسقط زعيم الدولة ويحاكم تطالب هيئة الدفاع عنه بشراء كوكب المشتري وذهاب الرئيس المخلوع إليه لقضاء فترة السجن.. بحسابات رياضية ونظريات لسفره عبر الظل..

وفي عام ٢٠٢٤ يعلن رئيس أمريكا عن انتهاء العالم بسبب ارتطام بقايا كوكب بكوكب الأرض.. وفي اجتماع قمة نهاية الأرض يقف الرئيس الروسي يطلب من نظيره الأمريكي التحدث عن معلوماته العلمية في:

❞ نقل رئيس بورتوريكو السابق (موراك) عبر الظل إلى كوكب المشتري، حيث قضى هناك عامًا كاملًا بحسابات الأرض، وثلاثة أشهر بحسابات كوكب المشتري. ❝

يالها من اسقاطات سياسية عالمية هادفة وهامة يضعها الكاتب لنا عن العالم ومن يحكمه ومن يتجسس على من وتوزيع القوى عالميًا وما إلى ذلك.. وكأنه يرى عالمنا اليوم وقتما كتب روايته ..

هاج العالم وماج بنظرية السفر عبر الظل، وقف رئيس أفريقي يطالب شعبه بالقفز لتحريك الأرض بعيدًا عن مسار الكوكب الذي سيصطدم بها فتسبب هذا في زلال مدمر لبلاده..وبدأت الشركات في استغلال الناس بمنتجات غثة"ما نعيشه الآن مع شركات تبيع لنا الوهم ونشتريه راضيين..

تغير العالم وتغيرت القيم الأخلاقية والتعاملات فيما بيننا وهذا يبرزه الكاتب بإسقاط في المشهد الخاص "كنز تحت الأقدام" فيقول:

❞ كما لو كان هناك وحش كاسر، فقد كان الجميع يخشى على ظله. ❝

❞ أضحى الظل هو الكنز الذي يحاول كل شخص الحفاظ عليه بعد أن كنا لا نلتفت إليه وهو تحت الأقدام. ❝

الأرض في نظر الكاتب نصف شمالي وظله النصف الجنوبي والبلاد يعيش فيها الغني وظله الفقير فيقول:

❞ وعلى الرغم من ذلك، كان يحيا من يعيش على الطعام ويحيا أيضًا من يعيش على فتاته. يحيا من يعيش على الدواء، ويحيا من يعيش على الدعاء. كنا نصفين، نصف يعيش، وظله يحيا. ❝

الكاتب يعمل بالقانون وبطلنا باهر يعمل به أيضًا ويدرك أن:

❞ القانون أو المبادئ الحاكمة لأي شيء هي في الحقيقة ظله. ❝

للكاتب لمحة تميل إلى الصوفية ومشايخها ظهرت واضحة مع باهر والشيخ البار..

يمضي العمل مع الكاتب فنرى أثر سقوط الصخور على أماكن في عدة دول مثل مصر وإسبانيا وبورتوريكو وردود أفعال الرؤساء والشعوب ونتيجة وقوع هذه الصخور.

واللوثة التي أصابت رئيس أمريكا حينما فقد ظله وحينما أدرك أن عودة ظله ستكون عبر الصخرة المصرية كل يتمكن من الهرب خارج الكوكب..

أرى ذكاء الكاتب في قضية نزع السلاح من شتى البلدان التي تحيط بمصر لأمن الصخرة ووصولها إلى اليمن لإعادة الأمور إلى طبيعتها..

الرواية صرخة من الكاتب وكأنه يقول:

"احترسوا لقد فقدنا الكثير وهذا يجعل القادم أسوأ إذا ظللنا على حالنا هذا سنفقد ظلنا""

شكرًا للكاتب على هذه الرواية المحفزة..

#نو_ها