الهويات القاتلة > مراجعات رواية الهويات القاتلة > مراجعة إسراء مصطفى

الهويات القاتلة - أمين معلوف
تحميل الكتاب

الهويات القاتلة

تأليف (تأليف) 3.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
2

أعجبني حديثه في بداية الكتاب عن الهوية وكيف أنها تتشكل من أجزاء مختلفة تجعل لكل شخص هويته الخاصة التي لا تشبه هوية أي شخص آخر ولكن في نفس الوقت هذه الهوية هي هوية واحدة متجانسة وليست هويات عديدة.

❞ هوية واحدة مؤلَّفة من العناصر التي صنعتها وفقاً «لجرعةٍ» خاصة لا تتطابق مطلقاً بين شخص وآخر. ❝

‏❞ إن هويتي هي التي تعني أنني لا أشبه أي شخص آخر. ❝

❞ الهوية مؤلفة من انتماءات متعددة، ولكن لا بد من التأكيد كذلك أنها واحدة، وأننا نعيشها بكليتها. فهوية الإنسان ليست سلسلة من الانتماءات المستقلة، وليست «رقعاً» بل رسم على نسيج مشدود، ويكفي أن يُنتهك انتماء واحد لينفعل الإنسان بكل كيانه. ❝

دائمًا كنت لا أحب استسهال الناس في قولبة الآخرين او وضع labels عليهم وتصنيفهم والتعامل معهم بناء على ذلك بدلًا من أخذ الوقت للتعرف على الشخص والتعامل معه بناءًا على تلك المعرفة.

❞ نظرتنا هي التي غالباً ما تسجن الآخرين داخل انتماءاتهم الضيقة، ونظرتنا كذلك هي التي تحررهم. ❝

لذلك إعجابي ببداية الكتاب تلك جعلتني أتحمس وأرفع سقف توقعاتي الذي سرعان ما بدأ ينخفض تدريجيًا..

باقي الكتاب شعرت فيه بكثير من السيولة.. أفكاره عن تقبل هويات الآخرين وانتمائتهم والتي اتفق بالطبع مع أساسها ولكن طرحه لها شعرت إنه يهمش الهوية جدًا..

لهذا معظم الأفكار التي طرحها في باقي كان بعضها لا أتفق معه بالكلية وبعضها أتفق مع أساسها ولكن لا أتفق مع طرحه لها..

فمثلًا أعجبتني فكرته عن كيف أنه كما تؤثر الأديان على المجتمعات فكذلك يحدث العكس ولهذا عندما تقوم أي طائفة دينية بأفعال عنف باسم الدين يكون هذا ليس بسبب الدين وإنما بسبب فهمها للدين في إطار المجتمع الذي تعيش فيه.

ولكن أسلوب طرحه لهذه الفكرة شعرت فيه كما قلت بالكثير من السيولة او التمييع.. فقد أحسست أن الدين بالنسبة له هو فقط شيء يحتاج إليه المجتمع ولهذا يشكله بناءًا على احتياجه (كتلك الفكرة التي لا تؤمن بالأديان ولكنها تؤمن باحتياجنا إليها).. لا أعرف إن كان هذا ما يراه حقًا أم لا ولكن هذا ما وصلني من كلامه.

مثال آخر.. في الفصول التي تحدث فيها عن العولمة.. أعجبتني فكرة إن كيف أن العولمة مثل الرياح يمكن أن تدمر المركب ولكن يمكن للربان الماهر أن يستخدمها لصالحه.

❞ ويكاد الأمر ينطبق على «ريح» العولمة التي تهب على كوكبنا، فمن العبث محاولة صدها، ولكننا، لو عرفنا الإبحار ببراعة، محافظين على الاتجاه الصحيح ومتفادين الصخور، قد نصل إلى «بر الأمان». ❝

‏لكن حين بدأ في طرح كيف يمكننا أن يكون لدينا ثقافات مشتركة ولكن في نفس الوقت نحافظ على تعدد الثقافات وخصوصية ثقافة كل فئة (كل هذا أتفق معه) لكنه حين أشار أشار إلى أمر شائك يدور في ذهن كل منا بخصوص العولمة وهو هل هي عولمة فعلًا أم أمركة .. هنا شعرت أن معالجته للأمر كانت ضعيفة جدًا.. لدرجة أنني شعرت أنه يستسلم للواقع..

فمثلًا حين خصص بعض الفصول لتطبيق تلك الفكرة على اللغة كونها أهم عناصر الثقافة.. تحدث عن اللغة الإنجليزية بصفتها اللغة العالمية المشتركة بين الجميع وهي لغة العلم (وبالطبع هذا هو الواقع) ولكن هل علينا أن نتعامل معه فقط على أنه الواقع ونحصر جهودنا على المحافظة على اللغات الأخرى بصفتها لغات التعبير عن الثقافات المتعددة؟!

هذه فقط بعض الأمثلة فسيطول الحديث إذا أرت تفنيد كل الأفكار الواردة في الكتاب وما أتفق معه وما أختلف.

لكن عمومًا بغض النظر عن اتفاقي او اختلافي مع الأفكار التي طُرحت في الكتاب فقد احببت أنه أثار تلك الأفكار وجعلني افكر فيها.. لكن في المقابل ضايقني أنه في الأفكر التي طرحها بغض النظر عن اتفاقي او اختلافي معها كنت أشعر أن طرحه كان ناقصًا فكلما بدأ في طرح فكرة كنت انتظر إلى أين سيصل بها في نهاية الفصل ولكني كنت دائمًا أشعر أن الفصل ينتهي قبل أن أشعر أنه نقل لي منظوره بشكل كامل.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق