غرفة الرئيس > مراجعات رواية غرفة الرئيس > مراجعة Mohamed Osama

غرفة الرئيس - ريكاردو روميرو, محمد الفولي
تحميل الكتاب

غرفة الرئيس

تأليف (تأليف) (ترجمة) 2.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

#ريفيوهات

"غرفة الرئيس...فلسفة الولي"

رغم صغر الرواية إلا أنها مربكة جدا في تفاصيلها، وجاء ذلك في نقل الأحداث على لسان طفل "أو هكذا علمت" مناسب سنه لطرح أسئلة غريبة تخرج منها أسئلة أخرى أغرب تغمر كل شيء من علية البيت والأصوات وحتى القبو، ولعل ذلك معادلة ناجحة في تلك الرواية، فأحداثها إن جردنا الصغير منها تصبح كتلة من أحداث عادية، أو مشاهد عادي مرورها، لكن بفضل الطفل وأسئلته صار لها شكل آخر، كيف ذلك؟

--عقل ذائب "معضلة الفرخة والبيضة"

- "لماذا تحرق النار؟ لأنها نار ، لماذا يطفئها الماء؟ لأنه ماء ، لماذا يرتوي به النمر؟ لأنه نمر.

ذلك التسـامح المطلق مـع طبائع الاشيـاء، لانها لا تكون سوى نفسها!"

من اقتباس من أسطورة الكاهن الأخير لد.أحمد خالد توفيق، نجدها لسان حال المقارنة الدائمة التي يعقدها رواي القصة مع أخيه، فمن ناحية يصف لنا أخيه المهتم بالفيزياء وسرده القليل عنها، والذي يرينا تقبله طبائع الأشياء ونظرته إليها بصورة أكثر منطقية، باعتبار أن الفيزياء أساسها يتحدث عن المادة والفراغ والعلاقة بينهما، فضلا عن أن مع سنه الكبير نسبيا فالأمور والعلاقات بين الأشياء بديهية جدا "١+١=٢"

-ومن ناحية أخرى نرى الراوي يجنح بخياله مبتعدا عن المنطق، ويساعده في ذلك عمره الصغير الذي لا يقبل بالأشياء على حالها بسهولة، والسبب لأن أول ما رأت عيناه عجينة من أشياء غير مألوفة تتكوم في عقله بفوضوية شديدة، ومنها ينفتح باب الأسئلة عن الصوت والصفير، أو وجود الأقبية من عدمها، أو حتى الفرق بين العلية والسندرة، ثم "لغياب المرشد -الأب والأم- الذي يسعى لتصحيح مفاهيمه" يشكل عالما مختلفا ترتيبه فيكون الحمام هو أول ما بني في البيت رغم انه في الدور الثاني "سيبرر بأنه كان طافيا" ويتنافس معه أجدد شيء في البيت "غرفة الرئيس"، وغريب تعريفه للأشياء فيكون الأب مثلا غريبا إذا دخل الغرفة ثم يعود حين يخرج، وكذا الهواء الراكد، وشجرة الغار، وصوت الجد، وحتى وصفه للحمى التي أصابته، فترى الأشياء سائبة، ورغم انه حدد لها رأسا "نقطة بداية" وهي العلية بوصفه الدقيق لها، يجعل فهمها ومسايرتها أمر صعب، لكنه ممتع

--إنسان من كلمات

من وصفه للجد كما ذكرنا، نعرج لفكرة ذاكرة الأشخاص عنده، فمن مثلا وصف الجدة وخوفه من سؤاله عن كيس الخزامى نفهم أن الأشخاص عنده تتكون من كلمات ومواقف بسيطة لا بالشكل والوصف، فنرى مثلا الجد حاضر رغم انه لم يراه بل ويستخدم تشبيهات لم يجربها، مثل صفعة الجد، ويتكرر ذلك مع الولد العادي الذي زاره الرئيس والفتاة التي صارحها بحبها رغم اختفائها، ومنها نفهم خوفه، ونفهم نعت أبيه بالغريب لما دخل الغرفة "لأنه انفصل عن المواقف التي حددها عنه وعن الأسرة" وأيضا نفهم سيره مع العائلة لبحثه عن أخيه الصغير المتكرر "لأنه موقف معتاد حفظه، خط رسم بأن يذوب الأخ فيبحث الآخرون عنه وهكذا كذلك"

--صورة الولي

- يأتي وصف الصغير للرئيس مشابها لفكرة العامة والمتصوفة عن الأولياء، حيث من بداية وجود الغرفة وتوزعها بشكل أساسي على الأبنية إلا من أبنية وسط المدينة ينبئنا بالاختلاف الفكري بين فئات متعددة وكذا فكرة وجود الأولياء وتقديرهم تتباين شكلها وطريقتها من منطقة لأخرى، وكذلك تعددها وتردد الرئيس من غرفة لأخرى يشبه الروح الهائمة للولي نفسه كما يعتقد فلا بد لها من مستقر.

-ومن ناحية أخرى نرى في قول الأم عن الأدب في وضع صورة الرؤساء السابقين سرا لتقبل الرمز بكونه مخفيا، وكذا الولي عند البعض بكون سيرته بها بعض الرتوش في خيال البعض، وهنا إن دخل فيه بعض من الاسباب المنطقية يختل.

-ومن هذا كله نفهم نظرة الطفل المتسائلة "والتي تكون عكس فكرة الأم"، والتي ليست تحلل وجوده فحسب، بل تحلل نظرة الرمز نفسه تجاه الأسرة والغرفة، فيضع شجرة الغار والنافذة وسيطا ليعرف أكثر، يكرر نغمة صفيره ليجد منها سرا ما، إلى أن نصل حين يراه الرئيس وينظر إليه، يكون غاليا قد وصل لتمام المعرفة، وعندها يجلس في الغرفة كيف شاء

ملاحظات:

ترجمة ممتازة جدا، أجادت نقل مشاعر الراوي ونقلت نزاعه النفسي ببراعة

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق