رواية "قضية لوز مر" هو الجزء الثاني من سلسلة "تحقيقات نوح الألفي"، السلسلة التي وجدتها مُثيرة للاهتمام بعد جزأها الأول، وزاد اهتمامي بها أكثر بعد الجزء الثاني، على الرغم من بعض المطبات، التي سرعان ما نتجاوزها، إلى طريق سريع، مُمهد.
أحداث هذه الرواية كانت ترتكز على قضية واحدة، على عكس الجزء الأول الذي أحتوى على ثلاث قضايا، فكانت القضية مُمتدة طوال الأحداث، بأحداث جانبية ثانوية، مُهمة أيضاً، كظهور العديد من شخصيات الجزء الأول، وتأثيرهم القوي، والمُفاجآت المُتعلقة بحضورهم، بالإضافة إلى إرساء وتوضيح علاقات "نوح الألفي" بما حوله، من صديق مُقرب، وحبيبة، وعائلة، وما يشملهم من تعقيدات علاقات واجبة، وعلى الأخص لشخص مثل "نوح"، فهو من النوع الكتوم، الذي نادراً ما يتكلم عما يشعر به، أو يمر به، يتعامل مع ألمه بصمت مُطبق. فهل سيظل على هذا الحال؟
أما عن القضية، فهي مُتشعبة ومثيرة للاهتمام، بدأت بقتل راقصة شهيرة، ومن وقت القتل، وكانت الكاتبة تتلذذ بمرجحتنا، يميناً ويساراً، حول القاتل، باستخدام ألعاب ذكاء وحلول جيدة جداً، كنقطة الدخان مثلاً في الجريمة الأولى، وبالطبع طالما ذكرت الجريمة الأولى، فلا بد أنه سيكون هناك جرائم أخرى، وقد كان، فالقاتل يبدو أنه يستميت من أجل أن يظل غير معروفاً، ولا يصل إليه أحد، حتى لو سيُكرر فعلته مرة أو اثنان أو ألفاً، حتى يجد مخرجاً من كل ذلك، ويبلغ غايته، وبعد حل اللغز، بعد العديد من التخمينات الخاطئة من قبلي، والشك واليقين في الجميع، ولكني لم أرى النهاية قادمة.
ختاماً..
رواية "قضية لوز مر" هي رواية بوليسية بإمتياز، مُمتعة ومُشوقة، ولكن أعتقد أن الكاتبة ستحتاج الكثير من الجهد، والجنون، والذكاء، لتتخطى بهم، الجزئين، وذلك ما أنتظره من الكاتبة، وما يجعلني مُتحمساً لكتاباتها، في نوع يندر أدبياً في مصر!
بكل تأكيد يُنصح بها.