فى اوقات الملل من نوعيات كثيرة من الكتب، أو رواية محبطة؛ لم أجد افضل من كتابات "محمد توفيق"، صاحب العمل الضخم " الملك والكتابة"، والذى يمثل سياحة ارشيفية فى تاريخ الامة.
فى كتابه الجديد "شىء من الحرب: الحرب السرية"، لم يخذلني الباحث والصحفى المتميز، فى مجهود كبير، ما بين الهزيمة والنصر، يقدم " محمد توفيق" الجزء الاول من كتابه، وهو اشبه بيوميات الجبهة الداخلية، فقد رصد فيه كل متغيرات المجتمع المصرى العنيفة، من الهزيمة والاحباط والسخط والسخرية واللامبالة الى الافاقة والنصر.
مستعرضا الحالة الفنية المتغيرة باستمرار، من الموسيقى والغناء، والسينما والتى استحوذت على النصيب الاكبر من الكتاب.
قدم الكتاب بطريقة شيقة، تبعث على الانتعاش، والتتبع.. فهو بانوراما كبيرة.. بها الكثير والكثير من الحكايات. فهو ينتقل من عصر الزعيم الملهم إلى عصر الرئيس المؤمن، فى مدى زمنى قصير، تتغير الاحوال، وتقل حدة المحظورات، وتزداد مساحة الحرية فى النقد.. ولو حتى حين.
بالرغم من تجاوز الباحث عن بعض الوقائع الهامة، مثل انتحار عبدالحكيم عامر.. الا ان هذا الكتاب من النوعيات التى تسعى للاحتفاظ بها.. واعادة قراءتها مرة بعد مرة.
اعتقد ان هذا الكتاب، من الكتب الصعبة فى تجميع مدته.. واعاد
تقديمها من جديد، فى قالب متماسك، وممتع إلى أقصى حد، فهو اشبه بقطع البازل، التى يجب تجميعها كلا فى مكانه الصحيح، وهو ما نجح فيه " محمد توفيق".