لم يصبه العرش > مراجعات كتاب لم يصبه العرش > مراجعة Ahmed Selem

لم يصبه العرش - محمد غنيمة
تحميل الكتاب

لم يصبه العرش

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

قراءة في كتاب (لم يصبه العرش)..

الأمير كمال الدين حسين.. الناجي من لعنة الكرسي

كثيرًا ما نقول: إن التاريخ يعيد نفسه. حين نعقِّب على أحداث تاريخية وسياسية بعينها كقيام دول وانهيارها أو تقدم شعب أو اضمحلاله.

الهدف من قراءة التاريخ، ليست مجرد معرفة وقائع ما جرى في حياة من سبقونا، لكن لاتخاذ العبر وتلافي الأخطاء التي وقعوا فيها حتى لا نكررها مرةِ أخرى.

فحينما تكون المقدمات هي نفس المقدمات التي تسببت في حدث تاريخي معين، في الغالب ما تكون النتائج متشابهة مع بعض الإختلاف الذي تصنعه أسباب كثيرة منها الزمن والظروف المحيطة بتلك الأحداث.

في رأيي، قراءة تاريخ الأفراد سواء كانوا حكامًا أو محكومين- عن حقبة معينة- ، شيء ملهم للغاية، ليس فقط لتكوين رؤية شاملة عن تلك الحقبة أو حتى تكون محاولة رسم صورة شاملة للحقبة التي نعيشها أو استشراف المستقبل، ولكن الأهم في رأيي هو محاولة فهمك لذاتك. نعم فهمك لذاتك أنت.

في كثير من الأحيان، يتخذ أي شخص منا قرارات تبدو في وقتها، غير منطقية أو على غير السائد ، كرفض وظيفة ما تبدو للجميع حينها أنها مهمة أو ستدر عليه مكاسب مالية ومعنوية كبيرة، حينها ينظر الجميع لهذا الشخص أنه أضاع فرصة مهمة ربما لا يجود الزمن عليه بمثلها، دون أن نقف دقيقة لنفكر، هل ستضيف إليه هذه الوظيفة أو هذا المنصب؟

بمعنى أدق، هل هذا المنصب هو ما يريده الشخص، وهل حين يحصل عليه سيشعر بالراحة ويكون متحققًا؟

للأسف، مطحنة الحياة، ربما لا تترك للكثير الفرصة للإجابة على هذا السؤال، يدخل في دوامات الحياة والبحث عن المكاسب دون أن يتوقف للحظة ويسأل نفسه، هل هذا ما أريده؟

في كتابه، لم يصبه العرش، الصادر حديثًا، عن دار الرواق، يسرد الكاتب محمد غنيمة، صراع أمراء وملوك الأسرة العلوية، منذ أن تأسست على يد محمد علي باشا إلى أن انتهت بقيام ثورة 1952، على كرسي العرش.

عشرات الأسماء التي لهثت خلف حكم مصر في تلك الحقبة، منهم من نجح في ذلك ومنهم من فشل، وما بين ذلك أريقت دماء وقُطعت صلة أرحام فقط من أجل الكرسي.

كتب "غنيمة" في مقدمة الكتاب : أنا أبحث دومًا عن الإنسان في كل شيء، في محاولة مني لملء الفراغ الذي قد يشوب تكوين الصورة لهذه الحقبة، أو ربما لأقدم الصورة التي أراها عن أشخاص عاشوا سواء حكام أو أمراء".

الكتاب يقع في 220 صفحة ويضم خمسة فصول، بالإضافة إلى ملحق بنصوص المعاهدات والاتفاقيات التي جرت خلال تلك الحقبة، فضلا عن المراجع التي استند إليها الكتاب في بحثه، والتي تكشف عن مجهود كبير استطاع غنيمة أن يقدمه للقاريء في وجبة دسمة لا تخلو من البساطة لترسم صورة شاملة عن حكام وأمراء تلك الفترة.

شخص وحيد لفت نظري وتوقفت أمامه كثيرًا وهو الأمير كمال الدين حسين ابن السلطان حسين كامل، لأنه الوحيد الذي رفض الحكم، ورغم المغريات والضغوط لكنه لم يوافق على حكم مصر.

أيّا ما كانت أسباب رفضه، ولكنه الوحيد الذي قرر أن يرسم طريقه بالشكل الذي يريده هو وليس بالشكل المرسوم له من الآخرين، الوحيد الذي قرر أن يعيش حياة واحدة يريدها هو، قبل أن تجرفه تيارات الحكم والدسائس التي في الغالب ما ستنتهي بموته إما بانقضاء الأجل أو بطعنة غدر من طامح في الحكم.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق