أتبعكِ إلى العتمة > مراجعات رواية أتبعكِ إلى العتمة > مراجعة شريف مصطفى

أتبعكِ إلى العتمة - فائقة قنفالي
تحميل الكتاب

أتبعكِ إلى العتمة

تأليف (تأليف) 3.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

"اتبعك إلى العتمة... رغبة المرأة الحالمة وسط ظلام أمراض مجتمعية"

لكل امرأة وجودها: شخصها، أناقتها، حلمها الذي تسعى دومًا لتحقيقه مهما بلغت العقبات أشدها، وجمالها المتلألئ في روحها وجسدها ومكانتها الراقية، وكل أنوثة لا تكتمل ينقص معها حياة كثيرين يخسرون جمال الحياة.

في هذا النص الروائي القوي البديع نتعرف على امرأة، حكاية كأي حكاية، وامرأة كأي امرأة، تود حياةً بسيطة، وفي ذات الوقت لها نفس حالمة، تتزين بألوان وهاجة من أحمر وبنفسجي، وتود رفض عتمة الأسود وسطحية الأبيض.

صديقتنا "شمس" تعرضت لطفولة صارخة، أدت إلى أنوثة مشوهة، لكن إرادتها رفضت الخضوع أو التجاهل، بل صممت على خلق حياة خاصة حقيقة لها، بعيدة عن ذكرى ألم فاحش يطعن في مسام ركبتها، وألم عنيف يتشعب في خبايا نفوسها.

النص عبقري في سرده، لم يحتكر صوت المرأة، بل جاءت أصوات عديدة، تسبح مع القارئ في بحور الشخصيات المختلفة برغباتها وانطباعاتها، وكان مذهلًا أن أستمع إلى صوت جنين في بطن أمه قبل أن يخرج إلى الحياة، كي يعرف ماذا ينتظره وماذا تنتظر منه أمه.

كل ما أحاط بصديقتنا "شمس" من أفاعي القهر، والمرض النفسي، والخوف من المستقبل، وشكوك الإيمان في الرب، لم يسلبها روحها الفنية الممشوقة في سماء أفكارها، حبها لعظماء الفن من "فان جوخ" و "فريدا" توّج ارتباطها الأصيل بجمال الرسم والأدب وكل الفنون، حتى لو ارتبطت ظروف الفنانين القاسية برسائلها الحزينة التي دوّنت حكايتها، أو بحياتها المرسومة بسواد عتمة يكافح لمولد نفحات الألوان.

نص بديع في سرده، عظيم الجمال في لغته، تأثيره يسكن العقل والوجدان، فقد حقق هذا النص ثلاثي التميز الأدبي من الصدق، والتأثير، والمتعة بتفرّد شديد، وتفوّق في تقديم معاناة منسوجة داخل خيوط من الجمال، بسرد متقن ومحكم لا يغفل خبايا أفكاره، ولا يبخل بمتعته الأدبية ورسالته للفن والجمال.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق