كلما أمعنت وأسرفت في القراءة عن تاريخنا العربي في القرن المنصرم، أدركت وآمنت أننا نحن العرب أعدى أعدائنا، وأن كل مشاكلنا ومصائبنا انما هي نتيجة أفعالنا وغالبًا غباءنا المستشري!
يتحدث الطبيب يسري هاشم عن أيامه التي قضاها في خضم الحرب الفاجرة التي عرفت بأيلول الأسود، بين الحكومة الأردنية والفدائيين الفلسطينين عام 1970. رابطًا بين هذه المجازر وموت عبدالناصر الذي حدث مباشرة بعد عقده لقمة عربية قي القاهرة انتهت بالصلح بين المتخاصمين، وموت عبدالناصر في يوم القمة الأخير بعد أن أوصل آخر ضيوفه -أمير الكويت- للمطار، حيث مات ليلتها بعمر الثانية والخمسين فقط!!
أستشهدُ بمقولة رئيس بعثة الصليب الأحمر التي نقلها عنه الطبيب يسري هاشم إبان حضور بعثة الصليب الأحمر لمستشفى الأشرفية الذي كان يُقصف بلا رحمة أو أدنى شفقة عارضًا على المحاصرين إخراجهم بسيارات الإسعاف التابعة لهم: ❞ فقُلنا له: "هل من ضماناتٍ لحماية الفدائيين؟" قال: "لا توجد عندي أيَّة ضمانات في هذه الحرب المجنونة… أنا أعمل في الصليب الأحمر منذ أكثر من خمسين عامًا، وحضرت حروبًا أهلية في جميع أنحاء العالم، ولم أَرَ مثل هذه الحرب في بشاعتها، وقسوتها، وضَراوَتها، ولا أخلاقيَّاتها ❝
ليلنا الحالك طويل، طويل، طويل، فاللهم فرجك ونورك!